اذا كانت الحاجة ام الاختراع فإن التصميم و الإرادة أفضل سلاح لابتكار فرص العمل المقطوفة من فم اليأس واللامبالاة.. بعضهم شق طريقه بما يناسب سعة تفكيره تجاه الواقع الذي ضغط على كل الخيارات وخاصة السنوات العشر الأخيرة وحسن وضعه المادي بمزاولة بعض الأعمال الموسمية غير آبه لبرستيج الشهادة الجامعية التي يحملها الكثيرون..
شادي محمد طالب حقوق لا يأبه لنظرات الناس في حارته ومكان سكنه حين يدلل من خلال عربة متنقلة «بطنجرة عرانيس الذرة المسلوقة» بعد ظهر كل يوم، مؤكدا أن العمل ليس عيبا ايا كان شكله ولونه شرط ألا يؤذي أحدا أو يستفز أحداً أو يسيء لأحد..فالظروف لم تعد سهلة وضيق الحالة الاقتصادية لا يرحم أحدا فيما الأسر السورية بشكل عام لم تعد قادرة على تأمين مستلزمات ومتطلبات وحاجيات المنزل والأبناء ،مضيفا انه من خلال تسويق وجبة العرانيس اليومية وبأسعار مناسبة رأفة بحال الناس التي يشعر فيها انطلاقا من ذاته، لافتا أن مايوفره ويؤمنه من رزق مادي يساعده على اكمال دراسته وتخفيف بعض العبء المادي عن أهله.
محمد بزبوز طالب هندسة معلوماتية سنة ثانية كان يضج بالنشاط والحيوية من خلال عمله الموسمي ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي حيث عمل مروجا لمواد إحدى شركات الدعاية والإعلان بأجر مناسب مكنه أن يهيىء مشروعا صغيرا لنفسه يناسب طبيعة دراسته، قوامه تشكيلة اكسسوارات ، موبايل، كومبيوتر ، ضمن المجال الذي يحبه وهذه الشركة حسب تجربته معهم تساعد الشباب بشكل عام على شق طريقهم نحو المستقبل وتقدم لهم بعض فرص العمل وتهيء ما توفر من شواغر في عدد من الشركات والمؤسسات.ويقول بزبوز : إن الغاية من العمل هو الاعتماد على الذات بالدرجة الأولى وتحمل المسؤولية ،بدل الاعتماد على الأهل الذين أدّوا دورهم ،وعلينا كأبناء أن نشعر بتعبهم.. الطالب محمد بزبوز عمل إضافة لعمله الموسمي وشبه الدائم في بعض الشركات الخاصة وأسس فريق عمل تطوعي بالكلية «هاشتاك كود» من أجل المحاضرات، أي تكتب جميع المحاضرات وغيرها وتعقد من أجلها ورشات شرح للمحاضرات التي تعطى للطلاب الذين لم تسمح لهم ظروفهم فرصة المتابعة في كلية الهندسة المعلوماتية ،ما حقق شيئا من المنافسة الإيجابية مع الزملاء..
فراس ع،غ طالب طب سنة ثالثة خبر تجربة العمل في سوق الخضار بدمشق القديمة لمساعدة نفسه وإخوته وأهله، ،هذا الشاب الذي قبل ان يخوض هذا العمل البسيط لكنه متعب ومضن ويأخذ من الوقت المخصص لدراسة الطب..ذكر انه في حال كتب الله له الحياة وتخرج من كلية الطب بما يؤهله لمزاولة المهنة أن يداوي ويعالج كل الفقراء والبسطاء الذين باتوا يشكلون السواد الأعظم من الشعب.
فيما الطالب محمود /ق/سنة ثانية طب ،استهوته فكرة تصميم صور السوشيال ميديا من خلال اعلانات تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، كأن تنشر على سبيل المثال مقالة أو توضيح حول كتب اللغة العربية، او اي كتاب من المنهاج الدراسي الذي يهم طلابنا،فيسارع هذا الشاب إلى تصميم الشكل والرسم المناسب سواء أكان غلاف كتاب أو صورة تخدم روح الموضوع أوالمقال المشار اليه.
هي بعض النماذج لطرق وتجارب بسيطة او معقدة توفرت عند بعض الشباب لسد رمق فجوة الحاجة والفقر في ظروف اكثر من قاسية وضاغطة على جميع المستويات.
دائرة المجتمع
التاريخ: الاثنين 11-11-2019
الرقم: 17119