ثورة اون لاين :
يجد البعض صعوبة في التمييز ما بين الروماتيزم والتكلّس رغم وجود فوارق عديدة تميّز بينهما بدءاً من الأسباب إلى الأعراض وسبل العلاج.
قلائل هم الذين يعرفون أن التكلّس من الأمراض الوراثية بحيث يمكن الإصابة به بوجود العامل الوراثي. لكن مما لا شك فيه أنه كما بالنسبة إلى أمراض عديدة أخرى، ثمة عوامل أخرى يمكن التعرض لها وتساهم في ظهور المرض في مرحلة من المراحل. حيث يظهر التكلّس نتيجة تعب المفاصل بسبب كثرة استخدامها وبسبب الحركة الدائمة التي تؤثر بهما.
علماً أن أعراض المرض تبدأ بالظهور بعد سن الخمسين خلافاً لما يحصل مع الروماتيزم الذي قد يظهر في مرحلة الشباب أو حتى لدى الأطفال. “وبالتالي مع التقدم بالسن، تماماً كما بالنسبة إلى مواضع أخرى في الجسم ووظائف تتأثر بالعمر. ورغم أن العامل الجيني يؤدي دوراً أساسياً في طبيعة المفاصل وميلها إلى الإصابة بالتكلس إلا أن ثمة عوامل أخرى تلعب دوراً أيضاً:
-إصابة المفصل في الطفولة كالركبة أو الكاحل أو غيرهما نتيجة السقوط مثلاً يزيد من احتمال إصابة هذا المفصل بالتكلس لاحقاً.
-الخضوع إلى أية عملية في الركبة وإن كانت بالمنظار يؤدي في مرحلة لاحقة إلى الإصابة بالتكلس في الركبة أو في اي مفصل أجريت فيه عملية جراحية في يوم من الأيام.
هذان العاملان يساهمان في الإصابة بالتكلس في مفصل معين معني بالمشكلة حيث يصاب المفصل المتضرر بالتشوه مع الوقت ليصاب بالتكلس لاحقاً. يضاف إلى ذلك أن زيادة الوزن تعتبر ايضاً من العوامل التي تزيد من العبء على المفاصل فتساهم في زيادة احتمال الإصابة بالمشكلة. من هنا أهمية الحفاظ على وزن صحي.
أما وجود العامل الجيني فيساهم بالإصابة بالتكلس عامةً في عدد من المفاصل. وتبدو مفاصل معينة أكثر عرضة للإصابة بالتكلس في مرحلة معينة وهي:
-العمود الفقري وتحديداً العنق من الخلف وفي الظهر لاعتبارهما من المواضع المتحرّكة ما يزيد من احتمال إصابتهما بالتكلس.
-الوركان
-الركبتان
-مفاصل اليدين خصوصاً المفصل الاخير في الإصبع قبل الظفر ومفصل الإصبع الكبيرة الذي يستخدم بكثرة في حياتنا.
-الكتفان
وعلى الرغم من أن أعراض التكلس لا تظهر إلا بعد سن الخمسين، لكن يمكن البدء بملاحظة مؤشراته بدءاً من سن الـ 25 في حال إجراء الصور. وأن اكتشافها حينها لا يدعو للقلق حيال الإصابة بالتكلس في سن مبكرة لأن ثمة فوارق مهمة ما بين ملاحظة وجود علامات التكلس في الصور وما بين الإصابة به فعلياً.
بين الروماتيزم والتكلس
يميز الأطباء ما بين الروماتيزم والتكلس رغم المفهوم العام الذي قد يربط بينهما، فتوضح أن الروماتيزم هو عبارة عن التهابات في المفاصل تؤدي إلى ورم وألم صباحي. علماً أن الروماتيزم هو عبارة عن مرض لا يصيب المفاصل فحسب بل يكون ايضاً في الدم ويؤدي مع الوقت إلى تشوه في حال عدم معالجته.
أما التكلس فيحصل مع العمر نتيجة تعب المفاصل التي تستخدم في الحياة فتصاب بالجفاف وتحصل تشققات في الأنسجة فيها تزيد مع الوقت حتى تصبح العظام أقرب إلى بعضها ويحصل احتكاك بينها. مع الإشارة إلى ان التكلس ليست مشكلة في المفصل بذاته فالمفصل الذي يصاب بالتكلس فيه مشكلة في الاوتار التي
من حوله والعضلات والأعصاب إلى حد ما والاوعية. وبالتالي ثمة خلل يكون موجوداً في الموضع. وثمة فوارق مهمة تميز ما بين الروماتيزم والتكلس أيضاً:
-يكون ألم الروماتيزم صباحياً ويترافق مع تيبس يدوم ساعة أو اثنتين وورماً يظهر مع انعدام الحركة نتيجة الجمود ويتحسن تدريجاً خلال النهار ومع الحركة وفي الليل يمكن الاستيقاظ من شدة الألم. أما أعراض التكلس فناتج من الحرمة والتعب في آخر النهار. أما في بداية النهار فلا يسبب اي ألم بل يكون النشاط تاماً.
الوقاية ممكنة
لكون التكلس يعنى لا بالمفصل حده بل ايضاً بالأوعية والأعصاب والعضلات المحيطة، توضح الدكتورة منسى أن الوقاية ممكنة بالعمل على تقويتها فيما تشدد على اهمية الرياضة للعمل على المحافظة على الكتلة العضلية وتقويتها، خصوصاً أنها تخف تدريجاً مع العمر في حال عدم ممارسة الرياضة. أما الرياضة فهي عامل أساسي للوقاية من التكلس لاعتبارها تسمح بتجنب الأعراض والألم وتثبيت العضل. فقد يظهر التكلس في الصور من دون الشعور بألم نتيجته في حال الحفاظ على العضلات المحيطة بالمفصل بفضل الرياضة المنتظمة، إضافة إلى العلاج الفيزيائي في حال الإصابة.
علاجات اليوم
رغم التطورات الطبية الملحوظة ما زال الطب عاجزاً إلى اليوم على توفير العلاج الوقائي من التكلس. كما لا تتوافر العلاجات التي تسمح بوقف تطور التكلس وأعراضه لكن ثمة ادوية كثيرة تسمح بالحد من معدل الألم وثمة مقويات للمفاصل تناولتها دراسات، وإن لم تؤكد الدراسات أنها قادرة على وقف تطور التكلس فيما يمكن ان تخفف الألم وتحسن في المفصل في حالات معينة. وتوضح الدكتورة منسى أن تناول الكولاجين في مرحلة الشباب لا أهمية له، كما يعتقد البعض. “تعطى الأدوية كمسكنات الألم فتعمل على الحد من الألم وهي تعمل بدرجات مختلفة توصف بحسب الحالات. كما تتوافر حقن الزيت بكثرة مع ضرورة التوضيح أنه قد لا يتجاوب كافة المرضى مع هذا النوع من العلاجات بل هي أكثر للمرضى الذين عم في مراحل غير متطورة من المرض للاستفادة منها. علماً أن العلاج يكون بدرجات متفاوتة بدءاً من العقاقير ومسكنات الألم ومقويات المفاصل تليها حقن الكورتيزون للحد من الألم أو حقن الزيت لتحسين ليونة المفصل بحسب ما يقرر الطبيب بحسب الحالة وما إذا كان من الممكن أن يستفيد منها المريض. أما العلاج الأكثر تقدماً فيكون بتغيير المفصل بخاصة للركبتين أو الورك.