من نبض الحدث.. ترامب ــ أردوغان.. شراكة اللصوصية والعدوان

يستفرد ذراعا الإرهاب الأميركي والتركي بإدارة مشهد العدوان اليوم، وينسقان معاً لإعادة تدوير زوايا الإرهاب، ومخرجات اللقاء الأخير الذي جمع بين أردوغان وترامب في البيت الأبيض الأربعاء الماضي يتم ترجمتها بسرعة فائقة على الأرض، حيث رفعت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيون من منسوب اعتداءاتها على المدنيين في الجزيرة السورية، وعمليات التهجير القسري، ونهب الممتلكات لأهالي المناطق التي احتلتها تتفاقم بوتيرة متسارعة، فضلاً عن أن إرهابيي « النصرة» في ادلب، والمدعومين من قبل نظام أردوغان رفعوا أيضاً من منسوب اعتداءاتهم على القرى الآمنة، لتوحيد جبهة العدوان، وهذا يؤشر إلى موجة تصعيد جديدة يحضر لها ترامب وأردوغان معاً.
الخلافات الوهمية بين الجانبين، والتي حاولت واشنطن وأنقرة تسويقها في الفترات الماضية ثبت زيفها خلال لقاء واشنطن الأخير، ووصف ترامب للمجرم أردوغان بأنه «صديق حميم» يختزل كل حيثيات العلاقة – المبنية على استثمار الإرهاب – بين الجانبين، وخاصة أن الكثير من القواسم الإجرامية تجمع بين الطرفين، فكلاهما احتضنا داعش، ويقدمان له كل وسائل الحماية، وكلاهما يعتبران إرهابيي «النصرة» جزءاً من قواتهما المحتلة، ويضعان الخطط والسيناريوهات المختلفة لتسويقهم وفرضهم «كمعارضة معتدلة» في أي حل سياسي محتمل، والأهم من ذلك أنهما يحترفان مهنة اللصوصية والنهب، ولهما أطماع استعمارية يسعيان لتحقيقها، وترامب لم يخف أبداً حقيقة شهوته للسيطرة على حقول النفط السورية، وكذلك أردوغان لم يخف حقيقة أطماعه التوسعية في الاستيلاء على جزء من الأراضي السورية، بعدما سرق ونهب المصانع في حلب، والنفط في آن واحد.
أميركا وباعتبارها المشغل الأساسي لكل أدوات العدوان، ورغم كل الخراب والدمار الذي ألحقته في سورية عبر حربها الإرهابية المباشرة، أومن خلال تنظيماتها الإرهابية، إلا أنها فشلت حتى الآن بتحقيق الأجندات الأساسية التي وضعتها قبل شن الحرب الإرهابية على سورية، ويبدو أنها تحاول اليوم التعويض عن ذاك الفشل، باتباع استراتيجية جديدة تعتمد السيطرة على البنى التحتية، وسرقة المنشآت النفطية، والثروات الوطنية للسوريين، فضلاً عن تصعيد الحصار، وتشديد الإجراءات القسرية، وما يخلف ذلك من عرقلة واضحة لجهود الدولة السورية في عملية إعادة الإعمار، وكل ذلك لإطالة أمد الأزمة، ومنع التوصل إلى حل سياسي لا يتوافق مع أطماعها، أو يحقق بعض المكاسب لشركائها في العدوان.
رغم كل أشكال العدوان الإرهابي الذي تشنه أميركا وأدواتها، ورغم كل الإمكانات التي سخرتها قوى العدوان مجتمعة على امتداد نحو تسع سنوات لتدمير سورية، إلا أن السوريين الذين يحتفون بذكرى التصحيح المجيد اليوم، يدركون أن قوّتهم التي تواجه الإرهاب وداعميه تزداد صلابة، وكما انتصروا في السابق، فالنصر سيبقى خيارهم وقدرهم الدائم.

كتب ناصر منذر
التاريخ: الأحد 17-11-2019
الرقم: 17124

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك