صور اجتماعية من نبض الجولان

 رغم تشرد جزء كبير من أهله .. ورغم الهيمنة الصهيونية والضغوط المستمرة على المجتمع الجولاني وشظف العيش .. لم يتمكن الاحتلال من إضعاف الحس الوطني والقومي والعروبي عند أبنائه .. لا بل زاد شعور الانتماء إلى الوطن الأم سورية واشتد ولعهم وتعلقهم به .. ولم تزدهم الضغوط ومحاولة إلغاء هويتهم الوطنية إلا الإصرار على التجذر بالتراب السوري والاعتزاز بسوريتهم ،والحفاظ على نبضها وثقافتها وتقاليدها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ.
ومن الصور والمشاهد التي لا يمكن ان تغيب عن الذاكرة ..صورة المرأة الجولانية المقاومة ،التي لا تتوانى يوما عن المشاركة في المناسبات الوطنية ، والتظاهر في وجه الغطرسة الصهيونية ، حيث كان لها مشاركتها إلى جانب الرجل في حركات المقاومة السرية ،ما جعلها عرضة للملاحقة والاعتقال والسجن ، المرأة الجولانية عانت كما الرجل فمن ينسى السيدة بهية عرمون الجوهري ، التي قامت بفعل بطولي يعجز عنه الرجال عندما ضربت الحاكم العسكري الصهيوني» بفردة حذائها «، وتكريما لفعلها النضالي قام أهل الجولان ببيع الحذاء بالمزاد العلني لدعم صندوق الأسير الجولاني .. فهناك الكثير من الصور والمشاهد الناصعة التي جسدتها المرأة السورية.
موظفات ومعلمات تعرضن للفصل من عملهن نتيجة المواقف الوطنية المشرفة .
لهذا تبدو صور المرأة السورية ندية ومشرقة وبالأخص المرأة الجولانية المقاومة التي لم تكن طريقها سهلة .. وايضا لم تكن هواية .. إنما كانت لرفع الظلم والعدوان عنها وعن أسرتها وبيئتها ووطنها ، الكلفة كانت عالية جدا ،إما الشهادة وإما الأسر والتعذيب في غياهب السجون ،ومن الصور المشرقة طرد رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريس حين قام بزيارة استفزازية إلى الجولان.. فكيف توحدت رؤى الجولانيين أطفالاً ونساء.. شيباً وشباباً للتصدي للزيارة وطرده .
وللجولان تقاليده وطقوسه الخاصة فيه ، منها تقاليد العرس الجولاني ،فمن منا لا يرى مشاهد انتقال العروس من الوطن الأم سورية إلى الجولان المحتل على شاشات التلفزة ، وكيف يحمل الطرفان أهل العريس وأهل العروس مكبرات الصوت.
وللأغنية والأهازيج الجولانية تقاليدها الخاصة بهم أيضا التي تعبر عن الاعتزازبكل ما هو قيمي يمجد الأرض والعرض والشجاعة والكرم ،ونذكر منها على سبيل المثال ، أغنيات الحراثة ،البذار ،وأغنيات الحصاد والرديدة والدارس ،وأغاني الرعي والجرش والقطاف والسليقة والدق بالميجنا وغيرها من الأغنيات الأخرى.
الجولان السوري غني ومتنوع بنسيجه الاجتماعي اذ يشكل لوحة فسيفسائية توجد فيها جميع الألوان ،وكل لون يتناغم ويتكامل مع اللون الآخر ،وهذا التنوع صورة مصغرة للتنوع الموجود في سورية ،

علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 22-11-2019
الرقم: 17129

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى