علاقة الشعر بالفنون الأخرى

 

الملحق الثقافي:إعداد: رشا سلوم :

الشعر صفاء اللغة وخلاصتها، وهو الفن الأسمى عند الشعوبي كافة، لأنه خلاصة الابداع في مختلف الفنون ، وقد ظهر ذلك جليا منذ القدم، لكن النقد والنقاد لم يكرسوا دراسة الحالة هذه الا متأخرين، العلاقة بين الشعر والرسم والحوار والاسطورة، وغير ذلك كثير، موضوعات ثرة وغنية لابد من دراستها والعمل على سبر أغوارها، من هنا كانت الندوة التي أقامتها
جمعية الشعر في اتحاد الكتّاب العرب وبالتعاون مع الهيئة العامة السورية للكتاب ندوة حول (علاقة الشعر بالفنون الأخرى) بمناسبة ذكرى تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وذلك في المركز الثقافي العربي – أبو رمانة. شارك في الندوة التي أدارتها الشاعرة هيلانة عطا الله، كلٌّ من: الشاعر الدكتور ثائر زين الدين، والشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي، والشاعر يحيى محي الدين، وحضرها أ. مالك صقور رئيس اتحاد الكتّاب العرب، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد، وعدد من مديري هيئة الكتاب، وحشد من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين.
في محوره الذي تناول علاقة الشعر بالفن التشكيلي رأى الشاعر د. ثائر زين الدين أن الشاعر قد يوظف خبرته وثقافته الفنية بشكل خفي ودون استعراض فلا تظهر على الإطلاق أسنان المبرد على الماسة التي ينتجها الصانع الماهر. وقد تحدث زين الدين عن قصيدة «شتاء ريتا الطويل» وكيف اشتغل محمود درويش على بنائها مثلما يبني الفنان التشكيلي لوحة زاخرة بالألوان المختلفة الحارة والباردة والمحايدة، وهو لا يصرح دائماً باللون ولكنه يكنّي عنه أو يستخدم الاستعارة والتشبيه ليستجلب في ذهن القارئ اللون الذي يرغب به. وأردف أن محمود درويش كان قد لعب اللعبة نفسها من قبل في قصيدة أخرى هي قصيدة «بيروت» التي يضع فيها القارئ، ومنذ مطلع القصيدة، أمام لوحة فنية سريالية، لدرجة يتخيل فيها قارئ هذه القصيدة أنه أمام رجل يمسك فرشاة ألوان ومزاجة خشبية، ويضع على لوحة قماشية أمامه ألواناً مدروسة بعناية.
بدوره يؤكد الشاعر د. نزار بريك هنيدي في محوره الذي تحدث فيه عن علاقة الشعر بالموسيقا أن العلاقة بين هذين الفنين هي علاقة بنيوية أصيلة، مبيناً أنه ليس من قبيل المصادفة أن الإيقاع هو القاسم المشترك بين النصوص الشعرية التي أنتجتها البشرية منذ أقدم العصور. ويردف هنيدي أن القصيدة قد تميل إلى تحقيق ذاتها أولاً باعتبارها إيقاعاً مستقلاً قبل أن تصل إلى التعبير بالكلمات، كما أن الشاعر قد يعاني القصيدة كنغم أولاً ينبثق من أعماقه، ويملأ وجدانه قبل أن يكتمل المعنى، وبذلك تكون الموسيقا التي تنبع من النغم الأولي هي التي تعمل على تشكيل المعنى بطريقة أو بأخرى.
من جانبه يقارب الشاعر يحيى محي الدين في محوره علاقة الشعر بالمسرح ويرى أن الشعر المسرحي هو لون من ألوان الفنون الأدبية ظهر حديثاً، ويتابع: إن المسرحية الشعرية هي كتابة مسرحية تم إعداد نصوصها وفق المواصفات والضوابط الشعرية، وتستند إلى القصيدة المقفاة وغير المقفاة كأساس لبناء النص المسرحي. ويردف محي الدين أن المسرحية الشعرية لها خصائص المسرحية النثرية ذاتها، حيث يعرض فيها الشاعر الشخصيات وموضوع المسرحية ومكان الأحداث وذلك عن طريق الحوار، لينتقل بعد ذلك إلى العقدة وهي العنصر الأساس في بناء الحبكة الفنية، وصولاً إلى الحل الذي هو الخاتمة التي تنطوي على النتيجة التي وصلت إليها أحداث المسرحية.

 

التاريخ: الثلاثاء26-11-2019

رقم العدد : 975

آخر الأخبار
انتخابات مجلس الشعب القادم.. بين واجبات الدولة والمواطنين تفعيل خدمة منح السجل العدلي في درعا إدلب تطلق حملة "الوفاء لإدلب" لتأمين احتياجات إنسانية وخدمية افتتاح مدارس جديدة في سراقب ومعرة النعمان "وادي العرايس".. تسع سنوات بلا كهرباء ولا تغيير في الواقع حتى الآن! "التوليد الجامعي" في حلب.. من ركام الحرب إلى أمل الإنجاب "غذاء وأمل".. تستهدف العائلات الأكثر حاجة في دمشق خطر "السعرين" يهدد المنافسة.. إصلاحات جمركية تحد 80 بالمئة من الفساد الدوام المسائي في المدارس الخاصة.. خطوة بين الحاجة والجدل لقاء موسع في دمشق لبحث الحلول لمشكلات المياه والكهرباء حمص تعاني شحّاً في المياه.. وإجراءات لتعويض النقص ريادة الأعمال.. بين التمكين النفسي وإعادة تشكيل المجتمع تزويد مستشفى طفس الوطني بأجهزة غسيل كلى دعماً للنشاطات الشبابية.. ماراثون شبايي في حماة ومصياف دور وسائل الإعلام في تنمية الوعي الصحي "الدعم الحكومي".. بوابة للفساد أم أداة للتنمية؟ أرقام صادمة عن حجم السرقات من رقاب الناس مادة قانونية في "الجريمة الإلكترونية".. غيبت الكثير من السوريين قسراً حملة رقابية في حلب تكشف عن معلبات حُمُّص منتهية الصلاحية "تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية