الملحق الثقافي: عقبة زيدان:
يحب الكتاب ما يفعلون، حتى عندما يكرهون ذلك، وعادة ما يستمرون بالكتابة حتى لحظة وفاتهم.
لماذا الكتابة؟ هو السؤال الذي يراود الكتّاب على الدوام.
يكتب بعض الأشخاص لإثارة الإعجاب أو لإظهار ذكائهم، والبعض الآخر لكسب المال. يكتب العديد من الكتاب من قلبهم فقط، أي من الحاجة للتعبير عن أنفسهم. ويستمتع كتاب آخرون بمشاركة أفكارهم مع الناس، ويسرهم وجود عدد قليل من المتابعين.
ومع ذلك، فإن سؤال الكتابة، ليس هو السؤال الأكثر جنوناً، إنما هو السؤال الأكثر عقلانية في عالم يعلن فيه بعض النقاد عن “موت النص”. إن الكتابة لم يعد لها نفس التأثير الذي كانت تتمتع به أيام فلوبير وشكسبير وتولستوي. بالتأكيد هي لم تمت، ولكن شعبيتها تراجعت إلى حد كبير.
في أيام مضت، قبل ثلاثين أو أربعين سنة، كانت الحاجة إلى الكتابة ملموسة مثل أية حاجة مادية أخرى كالطعام والمأوى. كانت رغبة وطموحاً لإثبات شيء في هذا العالم.
لا أزال أعتقد أن الكتابة يمكنها أن تغير العالم، كما فعلت سابقاً. ولكن هل فعل الكتابة الآن له التأثير نفسه الذي كان له في الزمن السابق؟ ليست هناك وسيلة للتنبؤ بهذا. إن أعظم الكتابات، لا تؤثر اليوم كما يؤثر اليوتيوب مثلاً. وهذا مأزق مؤقت.
وإذا كان هدف الكتابة تغيير العالم، فإن هناك أفعالاً أخرى تسبق الكتابة إلى تغيير العالم، وهي أفعال أشد تأثيراً من الكتابة. إذاً، أين يجد الكاتب نفسه الآن؟ وما هي الاستراتيجيات الجديدة التي يجب أن يتبعها في الحصول على مقعد في حافلة التغيير؟
التاريخ: الثلاثاء26-11-2019
رقم العدد : 975