القرصان الجديد!

 يطالعنا رجب أردوغان بأشكال متجددة من البغي والعدوان مع كل تطور جديد، فبعد العدوان وعسكرة علاقات بلاده في كل من سورية ولبنان والعراق وتونس وليبيا ، وبعد الإسهام في تبني سياسة الإرهاب وتمويل الإرهابيين واستقدامهم من شتى أصقاع الأرض ، وبعد الحنث بجميع الاتفاقيات التي وقعها ، وبعد تراجعه عن جميع التزاماته وتعهداته ، فإنه يدخل مرحلة القرصنة البحرية من خلال المسارعة لتوقيع اتفاقية ترسيم حدود بحرية مع ليبيا ، واعتماد تلك المعاهدة من البرلمانين التركي والليبي المزعوم على وجه السرعة ، فكيف يتم ذلك بهذه السرعة ،؟وهل بدأ أردوغان لعب دور قرصان البحر الأبيض المتوسط؟ وهل ثمة علاقة للولايات المتحدة الأميركية بإطلاق قرصان جديد؟ وأخيراً ما مدى ارتباط هذا السلوك مع تصريحات دونالد ترامب بسرقة النفط السوري؟
لا تتوقف الأطماع الأردوغانية عند حد معين ، فقد كان من منفذي ومدبري العدوان الكبير المعروف بالربيع العربي ظناً منه أنه سيكون قادراً على استعادة الإمبراطورية العثمانية المفقودة ، فيعيد أمجاد بني عثمان في السيطرة على مناطق الوطن العربي بأكملها ، وهكذا بدا التعاون القذر مع حركة الإخوان المسلمين في مصر أيام محمد مرسي ، حيث تم تصعيد العدوان إلى أبعد حد ، وتم وضع مخططات السيطرة على ليبيا وتونس وصولاً إلى الجزائر والمغرب العربي بأكمله ، بعد الشروع في المخطط الإرهابي في سورية ولبنان والعراق وما مثله من دعم مباشر وتمويل موصوف ومعروف للمجموعات الإرهابية ممن كانت تمهد الطريق للعدوان الأردوغاني المباشر، الأمر الذي لم يستطع تحقيق أي هدف منها في أي بلد عربي ، ففي مصر انهار الإخوان المسلمون وتنظيمهم ، وفي تونس تأرجحت الأوضاع بين صعود تيار الإخوان وتراجعه ليقف المد الإخونجي عاجزاً عن مواجهة البعد العروبي الوطني إلى حد ما ، بينما الأمر كان أكثر وضوحًا في سورية ، بسبب الصدام المباشر مع الطاغية العثماني الجديد فتهدمت مشاريعه التي حشد لها كل دعم عسكري وتأييد صهيوني وأميركي .
ويمثل التوجه نحو ليبيا لاستغلال ثروات شعبها العربي استمرارًا للسياسة العدوانية ذاتها وامتدادًا وتواصلاً للسياسة الأميركية في سرقة ثروات الشعب السوري وتناغماً مع تصريحات ترامب الخارجة عن كل اعتبار قانوني أو شرعي ، وهنا ينتهز أردوغان حالة النزاع الداخلي في ليبيا ووجود أكثر من حكومة ، لا تمتلك أي منها المشروعية الكاملة الكفيلة بتوقيع اتفاقيات باسم الشعب الليبي ، فيتم توقيع اتفاق هو أقرب لعقود الأذعان ، حيث يتم التخلي عن جزء من ثروات الوطن بما ينتهك السيادة الوطنية مقابل دعم عسكري موعود يبقي ليبيا في بؤرة النيران .
هذا هو أردوغان العثماني الحاقد ، لا يترك فرصة للاعتداء على العرب إلا وينفذها. وهو اليوم ينفذ من واقع الصراع الداخلي بين القوى العسكرية الليبية مستفيدًا. من الدعم الأميركي ليثبت حقاً له ، لا يملك من وقعه الحق في التصرف به أصلاً.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 9-12-2019
الرقم: 17141

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة