أسر سورية على حافة الفقر والجوع والحلول غائبة …

ثورة أون لاين _ ابتسام هيفا

تغير جذري أصاب نمط حياتنا خلال سنوات الحرب الثمانية حتى بتنا نقف عاجزين عن تلبية حاجيات أولادنا حتى الضرورية منها .. أولادنا الذين كانوا أطفالا اليوم أصبحوا في المرحلة الجامعية .. كبروا وكبرت معهم متطلباتهم التي يؤجل أغلبها ويلبى الضروري منها ..

مع ارتفاع الدولار شهدت الأسواق ارتفاعا في الكثير من المواد الاستهلاكية الرئيسية .. هذا الارتفاع الذي لا يتناسب مع رواتب الموظفين الذين باتوا يلجؤون إلى وسائل مختلفة حتى يكلموا أيام الشهر ..

 

الاستدانة..

السيدة ميليا عاصي ـ موظفة ـ تقول.. زوجي متوفي وأولادي اثنان في المرحلة الجامعية .. يبلغ مجموع المعاشين 60 ألف ليرة في أول الشهر أقوم بشراء ما يحتاج أولادي وإعطائهم مصروف الجامعة وأقوم بتوزيع الراتب على البقال ومحل الألبسة وبعد أسبوع من الشهر ينفذ المعاش وأكمل الشهر بالاستدانة دون تذمر من البائعين الذين أصبحوا يتعاطفوا معي .

الشراء بالقطعة..

أثناء قيامي بشراء الخضار لفتني قدوم فتاة إلى البقالية وقيامها بشراء عدد من قطع الخيار والبندورة لا تتجاوز نصف الكيلو وعندما ذهبت خاطبني البائع قائلا:

وضع الناس صعب جدا الأب والأم غير موظفين يحصلون على معونة غذائية من الحبوب تكفيهم لمدة شهر ويشترون الخضار بالقطعة .. والحالة الثانية عند ذهابي ألى محل لبيع الفروج وإذ بامرأة تطلب من البائع أن يعطيها بقيمة خمسمائة ليرة جوانح لتصنع منهم طبخة تسد بها رمق عائلتها .

الجمعيات الشهرية ..

دينا علي ـ مدرسة ـ تقول عندي ثلاثة أولاد وزوجي عمله حر وبالكاد استطيع الدخول في جمعية من فئة الخمسة آلاف ليرة لأحصل على مبلغ خمسين لشراء ملابس وأحذية لأولادي لأن المعاش لا يكفي ثمن للطعام .. وتضيف صديقتها ربا محمد بأنها اشتركت مع زميلاتها بجمعية أسبوعية من فئة الألف ليرة في الأسبوع وتحصل على عشرة آلاف ليرة شهريا تكفيها عدة أيام لشراء حاجيات المنزل الضرورية.

زينة وخزينة ..

السيدة عبير سلوم ـ موظفة ـ وزوجها مهندس تقول.. قبل الحرب كنا مرفهين نحن الذين نسمى الطبقى الوسطى .. فأولادنا كانوا صغار وكنت أنا المسؤولة عن مصروف البيت أصرف مرتب زوجي ومرتبي أجمعه وأشتري به الذهب من مبدأ “زينة وخزينة” اليوم وبعد مرور ثماني سنوات على الحرب القذرة حتى نؤمن حاجات أولادنا وحصولهم على الشهادات ودخولهم الجامعة في كل مرة أحتاج أقوم ببيع قطعة ذهبية حتى اخرج من الضيق الذي يحل بنا حتى بتنا لا نملك شيئ ..

عمل متواصل..

السيد ماهر النابلسي يقول .. أنا موظف وزوجتي ربة منزل وعندي طفلان صغيران .. عندما أنتهي من دوامي أذهب إلى المنزل لتأمين حاجيات أسرتي وتناول الغذاء معهم ومن ثم أذهب لعملي الثاني وهو حارس ليلي ، وفي الصباح اذهب لعملي الأساسي وذلك حتى استطيع تأمين أجار المنزل ودفع قسط الروضة الذي يبلغ مائة ألف ليرة سورية

ويضيف نبيل ادريس وهو مدرس .. زوجتي ربة منزل وعندي ثلاثة أولاد اثنان بالجامعة والثالث في الثانوية وأعيش في بيت أجار .. بعد انتهائي من دوامي بالمدرسة أعمل في محل لبيع قطع السيارات يملكه صديقي حتى أحصل على بعض المال الذي يمكن أن يكفيني الشهر مع مرتبي .

عمل الأولاد..

السيدة منى دياب تقول .. بسبب ضيق المعيشة وعدم القدرة على تلبية حاجات أولادنا أصبحوا يشعرون بالخجل عند حاجتهم لطلب المال مما جعل لديهم حس المسؤولية والتوجع للعمل حتى يحصلوا على مصروفهم .. وتضيف ابنتي تدرس كلية التجارة والاقتصاد اتبعت دورات عدة في المحاسبة وتعمل في شركة أدوية حتى تساعدني في المصروف مع العلم أن عملها يؤثر على دراستها ودوامها في الجامعة وبالتالي عدم التخرج في الوقت اللازم .

وتضيف السيدة لبنى علوان .. أنا وزوجي موظفين ولدينا ابنتان في الجامعة وبسبب غلاء المعيشة وعدم إمكانيتنا على تأمين حاجياتهن كجامعيات وكفتيات لجأت ابنتي إلى إعطاء الدروس الخصوصية لطلاب المرحلة الابتدائية أولاد الأسر الميسورة ومساعدتهم في حفظ الدروس وكتابة الوظائف لتحصل على مصرف يكفيها لشراء بعض حاجياتها الضرورية.

تفاوت طبقي..

السيد عماد سعد ـ موظف ـ يقول قبل الحرب كنا نحن الموظفين نمثل الطبقة الوسطى في المجتمع .. وكانت حياتنا مرفهة على الأقل نذهب إلى المطاعم في المناسبات والأعياد ونقوم بالسفر مرة في كل عام .. اليوم أنا لجأت إلى أخذ قرض خمسين ألف لتأمين حاجيات أولادي مع بداية العام الدراسية في الوقت الذي نرى فيها البعض يضعون أولادهم في مدارسة خاصة رسم التسجيل فيها يتجاوز المئتي ألف وأصبحنا نرى في المجتمع تفاوت طبقي لم نعهده منذ سنين خلت.

ويقول السيد يحيى إسماعيل .. في كل يوم ننام ونستيقظ على غلاء جديد في أسعار مختلف السلع ومنها الأساسية كالزيوت والسمون والأرز .. حتى البرغل لم يعد كما يقولون عنه “شنق حالو” لأن سعر الكيلو أصبح 450 ليرة .. وأسعار الفاكهة حدث ولا حرج باستثناء البرتقال الذي يعد من أرخص الانواع

آخر الأخبار
مجموعة ضخ أفقية لمشروع بيت الوادي في الدريكيش  رسالة للصين.. تايوان تختبر نظام  HIMARS الصاروخي الأمريكي لأول مرة   DW:  سوريا مستعدة لازدهار الاستثمار مع رفع العقوبات الأمريكية خبير مصرفي لـ"الثورة": تعافٍ اقتصادي شامل يوم السوريين الجميل...ترامب: ملتزمون بالوقوف إلى جانب سوريا.. الشرع: سنمضي بثقة نحو المستقبل  عصب الحياة في خطر ....  شبح العطش يهدد دمشق وريفها.. والمؤسسة تحذر..درويش لـ"الثورة": 550 ألف م3 حا... أساتذة وطلاب جامعات لـ"الثورة": رفع العقوبات انتصار لإرادة سوريا رحبت برفع العقوبات عن سوريا... القمة الخليجية الأمريكية: صفحة جديدة نحو النمو والازدهار الدكتور الشاهر لـ"الثورة": رفع العقوبات عن سوريا يعكس الثقة بالإدارة الجديدة رفع العقوبات.. الطريق إلى التعافي شركات خاصة لتوزيع الكهرباء..وزير الطاقة : الأمور نحو الأفضل و٦ ملايين م٣ غاز تركي يومياً   بعد رفع العقوبات.. خبراء ورجال أعمال لـ"الثورة": القادم أجمل  لبناء سوريا.. الوقوف صفاً واحداً ويداً... فلا خاسر مع القراءة ....  2694 طالباً وطالبة في تصفيات مبادرة تحدي القراءة العربي   720 ألف طن تقديرات أولية ...  في الاجتماع السنوي لتسويق القمح.. سعر مجزٍ  وهامش ربحي جيد "قيد الدراس... أمريكا وسياسة " الضغط الأقصى" على إيران   ليست مفهوماً قانونياً بل تجسيد لإرادة الدولة وزير التعليم العالي: العدالة الانتقالية أحد الأعمدة ال... تقدم ملموس للإصلاحات الشاملة  النمو غير النفطي يثبت متانة الاقتصاد السعودي  ArabNews: تركيا: إعلان "العمال الكردستاني" يجب أن ينطبق على التابعين له في سوريا  نقطة تحول محورية للشعب السوري العقوبات طي الماضي مابعد رفع العقوبات...  سوريا بيئة عمل جاذبة للشركات والاستثمار الخارجي