«يا شام.. صوت الحرية الطاير من فوق الشام/ نازل ع بردى يلاقي رف الحمام/ ع جناحه لسوريَّة حامل سلام»..
بهذه الكلمات يُفتتح برنامج «أهل الشام» على «الفضائية السورية» وبصوت الرائع «ناصيف زيتون» ليدفعنا للبحث خلف هذه المقدمة عن شيءٍ مميز، فنجد بأنه برنامج ثقافي اجتماعي توعوي، يحلق فوق الشام، ليحط في كل حلقة من حلقاته، في زاوية منها.
أول ما يبدأ البرنامج، بتسليط الضوء على شخصيات من التاريخ، ومن أجل أن يعرّف أو يذكِّر بها، وهو من إعداد «عبير الدقر» و»هديل غزال» و»محي الدين موسى» و»زينب خير بيك»، ومن إشراف «لينا نويلاتي» وتقديم «هديل غزال» و»أروى الكيزاوي».. أما قراءة التعليق، فبصوتٍ مميز هو صوت «دعد الأيوبي»، وهو من إخراج كلٍّ من «مازن زغيب» و«ميشيل سعدة» و«نبيل الراسي» و«باديا الكزاوي»..
من يتابع البرنامج، يشعر بتمكن مقدمته من دورها. ذلك أنها تقف بثقة لتتحدث عن دمشق وعن كرمِ وجود أهلها. «دمشق التي ينام فيها الغريب على ظله، واقفاً مثل مئذنة في سرير الأبد، لا يحن إلى بلد أو أحد».
بعد المقدمة، ينطلق البرنامج على أنغام أغنية الفنان «صباح فخري»: «يا مال الشام يا الله يا مالي» محلّقاً فينا فوق دمشق بعرض بانورامي، نرى من خلاله لوحات عن أحيائها وساحاتها وسمائها التي نجول عبرها في خيال يقودنا إلى مافي أرضها وحاراتها وأزقتها، ويُشعرنا بالفرح والشوق والحنين القابع في قلوبنا ولا يفارقنا.
في محور آخر، يتناول البرنامج بعض العادات والتقاليد في بلدنا فتطرح موضوع الخطوبة وخطواتها من قبل ذوي الخاطب وذوي المخطوبة، وكيف يتم التعارف وكيف تختلف العادات من مكان لآخر في سورية، مع جهد واضح في الإعداد، حيث تترافق المعلومة مع صور مأخوذة من أحد المسلسلات.
ينتقل البرنامج إلى الحديث عن شخصية تاريخية، فيكون «زكي الأرسوزي» محط الحديث الذي تتناول فيه «دعد الأيوبي» حياته منذ ولاته في اللاذقية حتى إرساله لفرنسا لدراسة الفلسفة، وكيف أسس جريدة العروبة وكيف نادى بالعدالة، ويرافق هذا الحديث، عرض مجموعة صور توثيقيه له بالأبيض والأسود، وممن تحدث عنهم البرنامج أيضاً، الشهيد البطل «يوسف العظمة.».
أيضاً، يتناول البرنامج دور الشباب خلال السنوات الأخيرة في إطلاق مبادرات تطوعية إنسانية وتنموية وتوعوية، أسهمت في تخفيف آثار الحرب على سورية وتداعياتها على المواطنين، ولاسيما في المجال الإغاثي والدعم النفسي والتنمية البشرية، ليستضيف بعدها مسؤول التخطيط «أنس عبد الله» من فريق «عمّرها» التطوعي، وقد تناول تأسيس الفريق والمبادرات التي قدمها منذ تأسيسه حتى الآن، إضافة إلى أهمية العمل التطوعي وسوى ذلك مما ناقشه على مدى الوقت الكافي الذي منحته له محاورته التي أثبتت جدارتها في إدارة الحوار.
قد يأخذ البرنامج منحى آخر بتناوله السيرة الذاتية والفنية لفنان كـ التشكيلي «أيمن الدقر» وقد يكون الضيوف مجموعة باحثين، كـ الباحث في التراث الدمشقي «محمد خير لبابيدي» والباحثة «هناء الأزهري».. فجأة، يتحول إلى ميداني وينتقل إلى مقهى الروضة في أحد أحياء دمشق، ليبحث مع رواد المقهى تاريخ نشأة القهوة، وبأسلوب شيقٍ وعفوي..
سلوى الديب
التاريخ: الثلاثاء 17 – 12-2019
رقم العدد : 17148