( كومبارس)..وصــراع الحيـــاة الأبـــدي..

 ينظر إلى الصراع بين الأجيال كمساحة درامية لها الخصوصية المتميزة في سياق التناول عبر الأعمال الإبداعية, فهي يمكنها أن تتحف أي عمل فني بطروحات تبدأ ولا تنتهي، إذ يختبيء بين سطورها حالات تكشف عن حقائق كثيرة، ترتبط بمجالات حياتية واسعة بدءاً من الثقافة إلى الفكر إلى الرؤيا، البيئة الاجتماعية والتربوية والعلاقات والمواقف وغيرها الكثير من الصعوبات التي ترتبط بحالة الصراع بين الأجيال.. هذا ما عالجه العرض المسرحي (كومبارس) إخراج يزن الداهوك على صالة مسرح متعددة الاستعمالات بدار الاسد للثقافة والفنون عن نص للكاتب البريطاني بيتر شافر، حيث تمت معالجة النص وفق اليات درامية تتناسب مع مجتمعنا المحلي.
قارب العرض (كومبارس) قضايا عديدة لطالما عانى منها الشباب عند صدامهم مع جيل سابق، يتحكم بهم تحت عنوانين مختلفة، ويتعامل معهم بفوقية لها سلبياتها الكثيرة.. فهناك جيل سابق يتخوف دوما من كل ما هو جديد، وهناك جيل جديد تهفو حيويته الى الانطلاق والتجدد، بوجود متغيرات حياتية تفرض نفسها مع تطور الحياة، حيث أضاء العمل على التصادم, التناقض، وعلى التباين الصارخ بين الأجيال.. فهناك تغيرات كثيرة وتطور واسع، وهناك اختلاف في الآراء والعادات والثقافة والخيارات.
ركز العرض على علاقة صداقة جمعت بين شابين من جيلين مختلفين, فتجلت الخلافات الكثيرة في مجالات عدة.. مما أكد أن مسألة الصراع بين الأجيال، تلخص الكثير من القضايا بين ضفتيها، لتكون حاملا دراميا غنيا بامتياز، مثلما جسد حاملها الاجتماعي على أرض الواقع.. وكل ذلك استحضر معالجات استثنانية، هي من ميزت العمل الفني، ومكنته من الغوص عميقا في إشكاليات, هي قديمة حديثة بنفس الوقت، فكانت معالجات جادة مسؤولة، بكونها حملت صورة مصغرة عن المجتمع, وأهلت العرض الاقتراب من انجاز مهمته في الاقتراب من قضايا اجتماعية وثقافية راهنة مثلما هي دائمة، كما استحضر العرض تساؤلات عدة في نفس الوقت، وجهها بمهارة عبر حوارته.. ترى هل ملكت الحياة معايير قادرة على توازن العلاقة بين الأجيال في يوم من الأيام؟ أم إن الصراع والتناقض حالة مستمرة مع استمرار الحياة؟ وهل هي العقدة الباقية أبدا في الحياة؟ ولابد من المرور عبرها، رغم أن النجاح في اجتيازها يتطلب معطيات ملحة لابد منها كحضور الحوار والمرونة وقبول الآخر, للتخفيف ما أمكن من التناقضات، والتي من شأنها أن تخلق مطبات كثيرة، تقف حائلا أمام عطاء الجيل الجديد، فتحرمه من فرص الحياة الحقيقية، وقد يكون هو الافضل.
الممثلون: وسيم قزق, خالد شباط، مرح حسين.

آنا عزيز الخضر
التاريخ: الجمعة 20-12-2019
الرقم: 17151

 

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية