هزيمة تلو الأخرى تلحق بالعصابات الإرهابية التي عاثت دماراً وقتلاً وتخريباً أينما استطاعت الوصول بدعم من مشغليها ولم تكن في يوم من الأيام (العصابات) بقادرة على فعل أي شيء لولا الدعم الغربي المستمر لها بتمويل الأعراب وتسهيل بل ومشاركة النظام التركي , والعامل الظاهر والخفي الكيان الصهيوني الذي لم يجد حرجا أن يعلن بكل صلف وغرور وعدوانية أنه قدم الدعم للكثير من الفصائل الإرهابية التي انتشرت في المنطقة الجنوبية, وتم دحرها من قبل الجيش العربي السوري.
ولاتزال آثار الدعم ماثلة لليوم, بما يجده ويعثر عليه الجيش السوري من مخلفات الإرهابيين, بنادق رشاشة وألغام وقنابل وصواريخ, ومعدات طبية وغيرها, كلها صنع الكيان الصهيوني، ناهيك بما قدمه الصهاينة من دعم طبي لهؤلاء المرتزقة, هذا كله معروف وبيّن للعيان, ولايمكن لأحد أن ينكره, ومع الدعم الوحشي هذا انكسرت ودحرت هذه الأدوات وتم تطهير الجنوب السوري منها, إلا أن بقاياها وذيولها تحاول العمل من جديد, وإن كانت تعرف أنها لم ولن تحقق شيئاً، فما كان الاعداء بجبروتهم يقفون وراءه, لم يستطع أن يحقق بعضا مما يريد, فكيف بهؤلاء الذين يتم تحريكهم في محاولات يائسة لرفع معنويات الفصائل الإرهابية التي اتخذت من المدنيين في إدلب وريفها دروعا بشرية, وتعمل على اعداد سيناريوهات لاستخدام الغازات السامة في خطوة يخطط لها داعموهم؟ وهي ليست الوحيدة, فمع كل هزيمة تلحق بهم يطل المشغل من وراء الحدود ويظهر ليقدم الدعم المباشر لهم , لعلهم يثبتون أكثر , فعل ذلك مرات ومرات , لم يكن الاعتداء المباشر أو غير المباشر الذي تم على منشآت اقتصادية سورية خارج هذا الفعل العدواني الشنيع وحين لم يكن كافيا, عاد الكيان الصهيوني ليمارس غطرسته من جديد.
المشهد يرسم خطواته النهائية, ولن تكون إدلب إلا قلبا سوريا ينبض بالحياة، وزيتونها الاخضر سيعود إلى كل حقول سورية وبياراتها , ومحاولات التتريك التي تكمل العدوان المباشر , ليست إلا هذيانا يمارسه نظام أردوغان، فالتتريك الذي استمر اربعة قرون لم يستطع أن يجد له موطىء قدم , وطرد إلى غير رجعة ,والعثمنة الجديدة هي أوهى من بيت العنكبوت , وإن غدا لناظره قريب.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 24-12-2019
الرقم: 17153