بالتوازي مع الخطوة التركية الرامية لزعزعة الاستقرار في ليبيا والتي يسعى لتمريرها رئيس النظام التركي رجب اردوغان بهدف تحقيق وهم شرعنة وجود قواته الغازية وضخ المزيد منها ومن مرتزقته في ليبيا والاجندات المشبوهة التي يسعى لتمريرها رئيس النظام التركي بالتنسيق مع ميليشيا الوفاق المرتهنة للاوامر التركية، اعلن اردوغان المأزوم بدء نشر جنود أتراك في ليبيا استنادًا إلى ما اسماه « الضوء الأخضر» الذي منحه البرلمان التركي قبل أيام، والذي زعم في مقابلة مع قناة «سي ان ان ترك» أنّ مهمة جنود النظام التركي هناك هي التنسيق والجنود ينتشرون تدريجيًا.
المزاعم التركية التي تحمل في طياتها كل معاني الخبث والغايات الاستعمارية جاءت وسط محاولات تأتي بالتنسيق مع ميليشيا الوفاق التي يرأسها فايز السراج لتمرير هذا المشروع من خلال القيام بزيارات مكوكية مشتركة للنظام التركي والسراج الى الجزائر، حيث ذكرت مصادر تركية أن وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو، توجه إلى الجزائر امس في زيارة تستمر يومين.
الى ذلك استجابت محكمة الاستئناف الليبية ومقرها مدينة البيضاء شرق ليبيا لطلب البرلمان بشأن مذكرة التفاهم التركية مع ميليشيا الوفاق.
وقال مجلس النواب الليبي في بيان أرسله امس إن محكمة استئناف البيضاء استجابت لطلب مجلس النواب في الشق المستعجل بإيقاف نفاذ الاتفاقية المبرمة من قبل «الوفاق» مع تركيا إلى حين الفصل في الموضوع.
وكانت ميليشيا الوفاق وقعت في تشرين الثاني الماضي مع تركيا مذكرة تفاهم بخصوص ترسيم حدود بحرية تمكّن النظام التركي من المطالبة بمساحة كبيرة من شرق المتوسط.
يشار إلى أن البرلمان الليبي صوت في جلسة عقدها السبت الماضي بالإجماع على إلغاء مذكرة التفاهم بين تركيا و»الوفاق»، وقطع العلاقات مع أنقرة.
كما بحث البرلمان مشروع قرار بشأن إحالة رئيس حكومة الوفاق الاخوانية للقضاء بتهمة الخيانة.
هذه المعطيات التي تؤكد خبث النيات التركي وتشير الى مساعي حكومة الوفاق المشبوهة لتنفيذ الاجندات التركية وفتح الباب على مصراعيه للنظام التركي لاحتلال ليبيا جاءت مع ارتفاع منسوب الرفض لهذا المشروع الارهابي الاردوغاني، حيث اتهم أبو زيد دوردة رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق بالمخابرات الليبية متزعم ميليشيا الوفاق فايز السراج، بتنفيذ ما يكلفه به رئيس حزب الإخوان بتركيا رجب أردوغان.
ولفت إلى أن مشكلة ليبيا مع أردوغان وحزبه وليس مع الشعب التركي».
وأكد دوردة أن ما أعلن عنه السراج من شراء معدات عسكرية من أنقرة هي مجرد غطاء لتحويل الأموال إلى تركيا، مطالباً جميع الليبيين بضرورة الاصطفاف لمواجهة الخطر التركي واجتثاث ما يوجد منه في ليبيا.
وطالب دوردة البرلمان الليبي، بطرد سفراء تركيا وقطر من ليبيا، معتبرا أن من لا يريد قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر هو العميل والإرهابي.
جاء ذلك في وقت يعقد فيه مجلس الأمن الدولي بطلب من موسكو، اجتماعاً مغلقاً حول ليبيا، في أول مناسبة ستتاح لأعضائه الخمسة عشر للبحث في الاتفاق المثير للجدل الذي أبرمته تركيا مع ميليشيا الوفاق، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ورسمياً، فإنّ الطلب الذي تقدّمت به روسيا يتعلّق بعزم ألمانيا على عقد مؤتمر دولي في برلين في نهاية كانون الثاني حول ليبيا، علماً بأنه لم يتم إعلان أي موعد محدد لهذا المؤتمر.
لكنّ مصادر دبلوماسية أكدت أنّ الاجتماع سيتطرق كذلك إلى الاتفاق العسكري الذي أبرمته أنقرة مع طرابلس ممثلة بميليشيا الوفاق، والذي يجيز لتركيا إرسال قوات عسكرية لدعم الميليشيات الاخوانية.
بعيداً عن كل البلطجات التركية الرامية لتمرير اجندات اردوغان الاستعمارية في ليبيا تواصل قوات الجيش الوطني الليبي تقدمها في سرت حيث سيطر الجيش الليبي امس على مواقع جديدة جنوب مدينة سرت، الواقعة على بعد 450 كيلومترا شرقي طرابلس، والتي تسيطر عليها قوات تابعة لميليشيا الوفاق.
وفي الرابع من الشهر الماضي، أعلن الجيش الوطني الليبي بدء عملية عسكرية على مدينة سرت، التي شهدت غارات مكثفة لسلاح الجو، استهدف تمركزات مسلحة في قاعدة القرضابية وعدة مواقع بالمدينة.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن قوات الجيش الوطني الليبي سيطرت على مواقع جنوب مدينة سرت، من بينها قاعدة القرضابية بالكامل، ومعسكر كتيبة الساعدي في منطقة بوهادي، وجزيرة السواوة محور البحر في سرت.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر سيطرة قوات الجيش الوطني على معسكر كتيبة الساعدي، كما تداولوا مقطع فيديو لقادة من الجيش الوطني الليبي من داخل المعسكر نفسه.
وبدأ الجيش قبل ساعات، باقتحام مدينة سرت من المحورين الشرقي والجنوبي، وهو ما يضع مصراتة كمرحلة قادمة في مخططه.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162