التنظيمات الإرهابية ذراع واشنطن لغزو الدول…من أفغانستان إلى العراق وسورية.. الإرهاب العالمي صناعة أميركية

من المعروف بأن الولايات المتحدة الأميركية هي صانعة الإرهاب في الشرق الأوسط لا بل في العالم كله، فأينما حامت غربان إرهابها فثمة خراب حاصل وثمة حروب تفتعل، وهي تحاول عبر صناعة ودعم الإرهاب وتصديره كرياح مسمومة إلى الدول المستهدفة بحراب أميركا الإجرامية التدخل في شؤون الدول تحت ذرائع محاربته بهدف تعزيز السطو على مقدرات الدول المعادية لسياساتها وسياسة الكيان الإسرائيلي والرافضة لمشاريعهما التفتيتية ومخططاتهما الاستعمارية لتتصدر أميركا قائمة الإرهاب الدولي والمنتهك الأساسي لحقوق الدول والشعوب.
التعمّق القليل بالفعل الوحشي الأميركي عبر التاريخ يجعل منها دولة إرهابية عابرة للقارات بممارساتها الإجرامية، ويؤكد بشكل لا لبس فيها الأعداد الكبيرة والتي لا تحصى لضحايا إرهابها، وكله ومن أجل تحقيق مصالحها وأطماعها على جثث المدنيين.. وهناك عشرات الأدلة والقرائن والوثائق التي تؤكّد انغماس أميركا في تشكيل ودعم الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
ثماني سنوات من إرهاب إجرامي عصف بالسوريين كانت كفيلة لتظهر وجه أميركا الحقيقي بلا مساحيق الأكاذيب والادعاءات الواهية في كل ما تقدّمه وتفعله من جرائم يومية بحق المدنيين سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، تارة عبر الإرهاب الذي زرعته داخل سورية وتارة أخرى عبر تحالفها الإرهابي الذي أسسته تحت مزاعم وأكاذيب مختلفة.
فالعنوان الأبرز لكل المراحل السابقة واللاحقة ولا سيما في زمن الخريف العربي المشؤوم هو «دعم الإرهاب» بحيث عملت أميركا بكل قواها لدعم آفة الإرهاب الوهابي الإخواني وبشكل خاص في سورية، وتلك الحالة التي أصبحت معروفة للقاصي والداني جعل من أميركا أم الإرهاب العالمي تصنيعاً ودعماً وتمويلاً، وكل جرائمه على امتداد الخريطة الدولية تتم باشرافها وتخطيطها، فمنذ تدخلها السافر وغير الشرعي في الشؤون السورية وصولاً إلى احتلالها لأجزاء من الأراضي وتأسيسها قواعد إرهاب وتجسس على الأراضي السورية، وهي تمارس إرهابها الممنهج تلبية لأطماعها وأجنداتها التخريبية وخدمة لحليفها الإسرائيلي.
مدن سورية وقراها كانت شواهد حية على إجرام واشنطن وإرهاب مرتزقتها، حيث دفع المدنيون فاتورة باهظة التكلفة بأرواحهم ومنازلهم وأرزاقهم عبر إرهاب أميركا وتارة أخرى تحت عناوينها المزعومة بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي والذي حوّلتها واشنطن وتحالفها إلى مسرح يطغى عليه لون الدم والقتل المنظّم والمتعمّد.
فقد استقطبت أميركا مئات آلاف الإرهابيين من كل أنحاء العالم إلى داخل سورية وجعلت لهم مواقع ومراكز تدريب وتأهيل وعمدت إلى السيطرة على مراكز حدودية وأراضٍ من أجل دعمهم اللوجستي ومدّهم بالسلاح والتغطية العسكرية والجوية لعملياتهم الإرهابية.
فقاعدة التنف على سبيل المثال المسيطر عليها أميركياً كانت ولم تزل مرتعاً للتنظيمات الإرهابية ومنطلقاً للعمليات الإرهابية التي ضربت العديد من المدن والقرى والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى وكله تحت مرأى ومعرفة القوات الأميركية المحتلة لقاعدة التنف.
وفي العراق وافغانستان كانت الذراع الأميركية ممدودة لسرقة مقدرات الدولتين ووأد سلام الشعوب وزعزعة استقرار الدول حيث كانت سياسة أميركا تعتمد على الاستفادة من تنظيمي داعش وطالبان الإرهابيين لتحقيق أجنداتها الاستعمارية والتلطّي تحت قشّ التنظيمين الإرهابيين وادّعاء محاربتهما حيث كان دعم واشنطن لتنظيم داعش الإرهابي أولوية في العراق في نطاق توسيع الجبهات الإرهابية المشتركة لاستهداف سورية والعراق، فكانت السبّاقة في دعمه وتمويله عبر المال والسلاح وكل الإمكانيات المتاحة لتحقيق مآربها الخبيثة، وفي أفغانستان كذلك الأمر.
وكانت دراسة جديدة أعدّها معهد «واتسون» للشؤون الدولية والعامة التابع لجامعة براون الأميركية، أكدت ن نحو نصف مليون شخص ضحايا الإرهاب الأميركي في العراق وأفغانستان وباكستان بذريعة «الحرب على الإرهاب» التي شنتها أميركا بعد أحداث 11 أيلول عام 2001.
وقدّرت الدراسة في بيان حصيلة الضحايا المدنيين بين 480 و507 آلاف شخص، لافتة إلى أن الرقم الحقيقي من المرجّح أن يكون أكبر، مضيفة إن الحصيلة الجديدة تزيد بـ 110 آلاف قتيل عن الرقم الأخير الذي صدر قبل عامين فقط في آب 2016.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 14- 1 -2020
رقم العدد : 17168

 

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة