بترانيم تراث الأجداد.. زغاريـــــــــــد الفـــــــــــــرح تصـــــــــــدح..

 

ندرك جميعاً أهمية ماتمتلكه بلادنا من إرث ثقافي كبير ومتنوع يمتاز بالأصالة والإبداع والثراء، مايعكس مدى عمق وأصالة شعبنا العظيم، وهو لاشك يمثل ثروة ثقافية كبيرة سورية المنبع والنبض والهوية.
وربما من الأهمية بمكان الالتفات إلى ذلك التراث الثقافي الذي يعد جزءاً مهما من الذاكرة الشعبية والوطنية والإنسانية، والذي يجب علينا حفظه وتدوينه وحمايته من الضياع والنسيان.
في قاعة «كنيسة الصليب المقدس» كان الملتقى، فقد عقدت جمعية تاء مبسوطة وجمعية صدى جلسة غناء وحوار مع كورال «غاردينيا النسائي» بقيادة غادة حرب بعنوان «زغاريد سورية» لتسليط الضوء على بعض من هذا التراث اللامادي الغني المنتشر على مساحة الوطن سورية، ويغنى في مناسبات الأفراح.
وتضمن الحفل أغاني العروس لأكثر من سبع محافظات سورية، بالإضافة للأغاني التراثية السورية التي تغنى في المناسبات والاحتفالات بلهجاتها المحلية، ماأضفى على الحفل نوعاً من البهجة في عرس سوري بامتياز.
فعل ثقافي
وبدورها بينت ديانا جبور رئيسة جمعية تاء مبسوطة أهمية تسليط الضوء على تراثنا الذي ينتشر في المحافظات كافة وتحفظه الصدور وخصوصاً عند الجدات فيما يخص موضوع «الزغاريد» التي تردد في المناسبات الاجتماعية، وتعريف الأجيال الشابة على هذا التراث لتحصينه من الضياع.
وأضافت: كان لابدّ من التشاركية في هذا النشاط مع جمعية صدى لأنهم متخصصون بالنشاطات الموسيقية، وجميل أن نستفيد من تجربتهم الهامة، هذا إلى جانب التشاركية مع كورال غاردينيا الذين يسعون ويقومون بجهد كبير لحفظ التراث اللامادي المهدد بالاندثار، حيث دونوا الزغاريد جميعها التي ترافق العروس السورية بالمناطق كافة، ونحن نعلم غنى هذا التراث وتنوعه «الحلبي، الدمشقي، الساحلي، الكردي..».
أما لماذا غاردينيا فقالت جبور: كونهم فرقة نسائية ربما ينسجم هذا مع طبيعة جمعية «تاء مبسوطة» وعندما نتبع الجانب الغنائي بحوار نوضح للجمهور أن الثقافة هي فعل اجتماعي وليس فعلا منعزلا، فالمنجز الثقافي يساهم في تطوير المعرفة والإدراك والحصيلة الثقافية، وكذا الحوار وهذا بحد ذاته فعل ثقافي مقاوم، ونحن في ثقافتنا نرفض العزلة ونسعى لكل ماهو جاد ومفيد، ويتضح ذلك في أهداف الجمعية التي تقوم بنشاطات عديدة منها: التدريب على كتابة السيناريو، واللقاءات مع شخصيات ثقافية وفنية، ورغم عمر جمعية تاء مبسوطة القصير إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة على ساحة المشهد الثقافي، ونسعى دائما أن نحقق ضمانة الجودة والاستمرارية.
تنمية الذائقة
بعد توقفها بسبب ظروف الحرب القاهرة عادت جمعية «صدى» لاستئناف نشاطاتها التي كانت بدأتها قبل الحرب بسنوات عديدة، واستطاعت خلال عمرها القصير أن تجد مكانا لها على الساحة الفنية والثقافية.
د. لبانة مشوح رئيسة جمعية صدى في دورتها 2020 تبين أن جمعية صدى التي عرفت بحضورها اللافت تعيد استئناف نشاطاتها ضمن برنامج غني لهذا العام، ومن هذه الأنشطة مانشهده في هذه الفعالية من تعاون مع جمعية تاء مبسوطة وكورال غاردينيا لتنشيط الموسيقا ودعم الموسيقيين الشباب وتنمية الذائقة الموسيقية، وسيكون هذا التعاون باكورة لتشاركيات مستقبلية، لما لذلك من أهمية تؤتي ثمارها، وخصوصا أن الجمعيات الثقافية تشكل دعما للعمل الحكومي.
وتضيف د. مشوح: أنا أعلم وخصوصا أني كنت وزيرة ثقافة بأن وزارة الثقافة والدولة لاتستطيع ان تقوم بكل مايختص بالشأن الثقافي، فهناك الآلاف من الفنانين التشكيليين والموسيقيين والكتاب والأدباء، وكل في مجاله ربما لايلجؤون إلى وزارة الثقافة بمشاريع معينة، وأحيانا الوزارة غير قادرة على دعم كل هذه الأنشطة، وهنا تأتي أهمية نشاط الجمعيات الأهلية لسد هذه الثغرة، وكما قالت السيدة الأولى «يد واحدة لاتصفق».
نحن مطالبون كل في مجاله بأن نقدم شيئاً للحياة الثقافية لإنعاشها، وهي منتعشة، لكن لدعم المواهب الشابة والمشاريع الواعدة للنهوض بها، مايؤدي إلى تكامل الصورة الثقافية في كل أرجاء الوطن، وفي هذا التعاون وكأننا نجمع أطيافا مختلفة، ونتشارك في وطن واحد ولنا طموحات واحدة وهي تقديم مايفيد الوطن كل حسب موقعه ودوره كما السيمفونية التي تتكامل لتخلق هذا الانسجام والهارموني وصولا إلى لوحة جميلة هي سورية.
تراثنا.. هويتنا
وبدورها غادة حرب مغنية الأوبرا والأستاذة في المعهد العالي للموسيقا وقائدة كورال «غاردينيا» تحدثت عن أهمية تسليط الضوء على تراثنا الغني بالأهازيج والأغاني الجميلة والعمل على توثيقه لأنه يشكل هويتنا تقول: جمعنا كل مايغنى للعروس في المحافظات والمناطق كافة إضافة للإثنيات وخرجنا بألبوم «زغاريد سورية» بمنحة من «المورد الثقافي» لأن المشاريع الثقافية لاشك تحتاج دعما ماليا وإعلاميا، والهدف الأساس لكورال غاردينيا نشر المحبة والسلام وتقديم أجمل صورة للمرأة السورية لأنها تستحق، وهي امرأة قادرة وجميلة وتحمل في داخلها السلام.
وغاردينيا تأسست في العام 2016 ويتشكل هيكلها من 20 صبية، بينهن عازفة البيانو راما نصري، والإدارية تفانة بقلة من مشاريعها القادمة «نساء عشقن الإله» يتخصص في الموسيقا الصوفية، والشعر لشاعرات متصوفات وسيطلق الألبوم قريبا بمنحة من آفاق، وبالطبع مشاريعنا الموسيقية لاحدود لها ونعمل بجميع أشكال الموسيقا.

فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الجمعة 17-1-2020
الرقم: 17171

 

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها