يقول ستيفاني هالاس إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة باتت اليوم تختلق آلية نزاع جديدة مع إيران بغية التملص من الاتفاقية النووية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من فض الاتفاق الأوربي مع إيران، فبعد أيام فقط من تراجع الدول الأوربية خطوة أخرى عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاقية التاريخية، يقول وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان له: إن الدول الثلاث لم تعد قادرة على الالتزام بالاتفاقية النووية مع إيران دون أن يقدم أي سبب لذلك.
وقال ماس بعد مشاورات مكثفة مع فرنسا وبريطانيا قررنا بالتالي تفعيل آلية تسوية النزاعات المنصوص عليها في الاتفاقية. وردت وزارة الخارجية الإيرانية على هذا الإعلان بقولها إنها ستقدم رداً حاسماً على الأعمال غير البناءة التي تقوم بها الدول الثلاث، وبموجب هذه الآلية، ستقوم اللجنة المشتركة – التي تضم ممثلين من كل دولة موقعة ومصممة لحماية الاتفاقية – بمراجعة الموقف، وسيكون أمام اللجنة 15 يومًا لحل الوضع. وإذا لم تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء فسوف يناقش وزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاقية ذلك بناء على طلب أي من الطرفين من خلال مجلس استشاري خاص. وإذا لم يكن هناك اتفاق بعد 20 يومًا أخرى، فقد تواجه الاتفاقية نهايتها. أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقد علق على ماحصل قائلا: إذا كنا سنتخلص من الاتفاقية النووية مع إيران، فإننا سوف نحتاج إلى بديل مستقبلا.
هذا وقد تم توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 بعد عامين من المفاوضات المكثفة بين الدول الأوربية وإيران، وكان الغرض مراقبة البرنامج النووي الإيراني والاتفاق مع طهران ألاتمتلك سلاحاً نووياً مقابل رفع العقوبات.
ومع ذلك، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران في عام 2018، في حين أن الأطراف المتبقية قالت إنها ملتزمة بالحفاظ على الاتفاقية على قيد الحياة، لكن الاوربيين ونتيجة الضغوط الأميركية عليهم يبدو أنهم جادون في التخلص من الاتفاقية نهائيا، وخاصة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد في هجوم أميركي بطائرة دون طيار في بداية كانون الثاني 2020 والرد الإيراني الفوري والقوي على الولايات المتحدة بعد أيام وفي نفس الساعة ونفس اللحظة التي تمت فيها عملية الاغتيال.
يتعرض الأوروبيون لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة ومن ترامب شخصيا من أجل الانسحاب من الاتفاق النووي، وقد دعا ترامب بعض الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي للتخلي عن الاتفاق، وفرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة على إيران في مجال البناء والتصنيع والمنسوجات والتعدين.
وقال ريتشارد نيبو مدير مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا وخبير العقوبات السابق في فريق الولايات المتحدة الذي تفاوض مع إيران في عهد الرئيس باراك أوباما إن الولايات المتحدة تعمل على زيادة الضغط على إيران على أمل أن تغير إيران سياستها التي لاتتناسب مع مصالح الولايات المتحدة.
وتم توقيع الاتفاقية بين إيران والولايات المتحدة والدول الأوربية – وهي مجموعة تعرف باسم 5 زائد واحد بعد عامين من المفاوضات المكثفة، وكانت الغاية الإيرانية من الاتفاق رفع العقوبات الظالمة عنها. لكن الاتفاقية بدأت تنهار عندما انسحبت منها الولايات المتحدة في عام 2018 وأعادت فرض العقوبات على إيران. وردت إيران على ذلك في الأشهر الأخيرة وصرحت بأنها تنوي الانسحاب من بعض التزاماتها، وقد اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني دول مجموعة الخمسة زائد واحد بالتراجع عن الاتفاقية الدولية، وقال إن إيران تصرفت وفقًا لذلك.
وقال روحاني: لم نجلس، عندما خفضوا 5 +1 التزامهم تجاه الاتفاقية، نحن فقط قللنا أيضًا من التزامنا. وأضاف «أود أن أقول إن الوضع الحالي ليس بالأمر السهل، لكننا ندرك أن الأمن العالمي والسياسة العالمية والاقتصاد العالمي مرتبطان بشكل وثيق. فمنذ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاقية النووية مع إيران في عام 2018 قامت إدارة ترامب بإطلاق حملة «الضغط الأقصى» من العقوبات القاسية والظالمة على إيران، ولكن الاتحاد الأوروبي كان قد دعا إلى تأييد الاتفاق والاستمرار فيه، لكن الأمر الآن قد تغير وهاهي أوربا تحاول الانسحاب من الاتفاقية بسبب الضغط الأميركي عليها.
كما اتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة «ببيع الاتفاق مع إيران بعد أن هددت إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية على الدول الأوروبية إذا هي التزمت بالاتفاق النووي مع إيران.
(CNN)
ترجمة: غادة سلامة
التاريخ: الثلاثاء 21 – 1 – 2020
رقم العدد : 17173