معبر البوكمال .. تعزيز لعراقة العلاقة الثنائية والارتباط الاقتصادي مع العراق اكريم لـ”الثورة”: سوق قوي لمنتجاتنا
.الثورة – رولا عيسى
عاد معبر البوكمال الحدودي للعمل، وبدأت حركة المسافرين والشاحنات من خلاله بين سوريا والعراق، وشهد منذ اللحظة الأولى حركة جيدة.
فثمة تعطش من أبناء البلدين لعودة النشاط التجاري والاجتماعي، بعد توقف المعبر لمدة دامت لأكثر من ستة أشهر، اضطر خلاله المسافرون والناقلات سلوك طريق الأردن وهو تسبب بتكاليف مضاعفة.
جهود حثيثة
مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش، أوضح أن الخطوة تأتي في إطار الجهود، لإعادة تنشيط المعابر وتوسيع دورها في دعم الاقتصاد الوطني، وتيسير حركة العبور الإنساني والتجاري.
مؤكداً أن افتتاح المعبر جاء بعد اجتماعات بين الجانبين السوري والعراقي، بهدف تسهيل الحركة التجارية، وعبور المسافرين.
ونوه أن العمل جارٍ في المرحلة القادمة لتجهيز صالات الهجرة والجوازات، بالإضافة إلى أمانة الجمارك ومكاتب التخليص الجمركي.
وأشار إلى أن الكوادر المختصة تعمل منذ ساعات الصباح على استقبال المسافرين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لضمان انسيابية الحركة وسلامة العبور، كما شهد المعبر مرور أولى القوافل التجارية باتجاه الأسواق الإقليمية والدولية.
وختم بالقول: إن الهيئة مستمرة في تطوير البنية التحتية للمعابر وتعزيز الخدمات المقدمة بما يليق بمكانة سوريا ودورها المحوري في حركة النقل والتجارة.
من جانبه قال المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية العراقية: إن العراق أعاد رسمياً فتح معبر القائم الحدودي مع سوريا أمام حركة التجارة والمسافرين، في خطوة مهمة ضمن الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات وإحياء الروابط الاقتصادية بين البلدين.
وقال المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية العراقية: إن معبر القائم يعمل الآن بشكل كامل لحركة الشاحنات التجارية وتنقل المدنيين”، مضيفاً أن إعادة فتحه جاءت بعد تقييمات أمنية مشتركة أجراها مسؤولون عراقيون وسوريون.
وذكر بيان صادر عن هيئة المنافذ الحدودية العراقية أن أول شاحنة سورية دخلت المعبر أمس السبت بعد تفتيشها، ما يمثل خطوة مهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين العراق وسوريا.
وأضاف البيان “تم استئناف حركة المسافرين من أجل تخفيف العبء على العراقيين في مغادرتهم وعودتهم للبلد، وتأتي الخطوة بعد ثلاثة أشهر من زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لبغداد وبحث خلالها إمكانية استئناف التجارة عبر الحدود.
سوق قوي للمنتجات السورية
وعن أهمية معبر البوكمال تحدث نائب رئيس غرفة تجارة دمشق سابقاً الدكتور ياسر اكريم لـ”الثورة” قائلاً: ثمة أهمية كبيرة لعودة معبر البوكمال بين سوريا والعراق، فهنالك سوق قوي وواعد للمنتجات السورية في العراق، كما أن العلاقات جيدة مع العراق ومن المؤكد سيكون بداية مهمة على صعيد تطوير العلاقات بين الجانبين.
ولفت إلى أنه قبل افتتاح المعبر كان يتم الشحن من العراق عبر الأردن، ما يرتب تكاليف وأجوراً عالية على المسافرين و الناقلات التجارية، ومع عودة معبر البوكمال ستنخفض بنسب جيدة.
وبين أن عودة افتتاح معبر البوكمال يقوي التواصل مع العراق، فسوق العراق بالنسبة لسوريا سوق جيد، ناهيك عن أن حركة المرور وحركة الركاب جيدة وآنية.
ومن هنا إحياء للشريان الواصل بين لبنان والمدن السورية كلها وصولاً إلى العراق، وبالعكس أيضاً يكون صلة وصل من العراق إلى البحر المتوسط، ويعطيه ميزة للشحن إضافية نحو البحر المتوسط كمنطقه عبور.
وينوه إلى أن فتح المنافذ وإعادة إقلاعها بأسلوب متطور جديد ينشط الحركة التجارية لسوريا وبالتالي تنشط حركة الإنتاج والبيع، مشيراً إلى أهمية عودة وافتتاح كل المنافذ، فعودتها تعني فرصاً اقتصادية جديدة بكل الاتجاهات.
وبين أن تنشيط حركة العبور عبر المنافذ خطوة إيجابية بالنسبة للتصدير الذي عانى ماعاناه وكان ضعيفاً جداً قبل التحرير، فقد وصل إلى رقم هزيل جداً ولم يتجاوز 100 مليون ليرة، فعلى أقل تقدير يجب أن يصل إلى 3-4 مليارات ليرة من الناتج المحلي.
طموحات
ولفت إلى أن رجال الأعمال والتجار والصناعيين السوريين يطمحون لزيادة تنشيط التجارة كذلك الصناعة، وحتى أنه من الضروري تنشيط السياحة.
وعلى سبيل المثال، بحسب اكريم، يفتح معبر البوكمال فرصة للتواصل مع العراق خاصة وينشط المناطق الشرقية القريبة من المعبر تمتلك مواسم جيدة من القمح والقطن والثروة الحيوانية.
ويختم بالقول: عودة معبر البوكمال فرصة جديدة وكبيرة للاقتصاد السوري، والأمل أن تعود جميع المنافذ بنفس الطريقة، وأن يفتح المجال لكل الفرص الاقتصادية، وهذا ما تعمل عليه الحكومة الحالية وتترجمه وتنفذه على أرض الواقع.
أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة لفت إلى أن أكبر مشكلة نعاني منها اقتصادياً هي صعوبة وعودة المعابر تخفف وتحد من هذه المشكلة، وخاصة معبر البوكمال، فسوق العراق يعتبر أساسياً للتصدير وتسكل نوعاً من التوازن بين الصادرات والمستوردات.
فالمستوردات زادت وارتفع حجمها بشكل كبيروتؤثر على الميزان التجاري وبالتالي أصبح خاسر لصالح الاستيراد، فهنالك مستوردات كثيرة من تركيا في الشمال، وكذلك لبنان والأردن.
ويعتبر أن معبر البوكمال يشكل بامكانياته وتسهيلاته وإعادة تطويره منفذ كبير ومهم للمنتجات السورية، خصوصاً في مواسم الإنتاج ومنها الخضار والفواكه، أي إننا نعتمد بشكل أساسي على تصدير الخضار ومختلف المواد’ فمن المعروف أن هنالك تدنياً بالتصدير، وكذلك صعوبات كثيرة وتسببت بمنافسات حقيقية عبر زيادة التكلفة على المنتج المحلي فأصبح هنالك منافسة قوية لنفس المنتجات.
أيضاً موضوع إنتاج الحمضيات تأثر بعدم القدرة على التصريف والتصدير، كذلك زيت الزيتون مشيراً إلى أن عودة معبر البوكمال تفتح مرحلة و فرصة جديدة للتبادل التجاري مع العراق الشقيق ويسهل الحركة اليومية.
معبر البوكمال
في مدينة البوكمال السورية في محافظة دير الزور، ويقابله منفذ القائم الحدودي في مدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار، ويعد المعبر الرئيسي بين سوريا والعراق .
ويستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية واستقبال الشاحنات القادمة والمغادرة من خلال فرع الشحن.