التحرك الاستثنائي

 «شكراً على كل ما فَعلته من أجل «إسرائيل»، وآمل أن نتمكن من صناعة التاريخ».

هذا ما قاله بنيامين نتنياهو لدونالد ترامب، فهل تتعلق دوافع الشكر فقط بـ «صفقة القرن» مشروع ترامب المُشترك مع استطالاته – وصهره – اليهودية؟ أم يتصل الأمر أيضاً بإجراء نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة؟ أم يمتد للاعتراف الأميركي بالجولان السوري المحتل كجزء من الكيان الصهيوني الغاصب؟
لكل ما تقدم يشكر نتنياهو ترامب، لكن من المؤكد أن مُكونات مروحة الإجراءات الأميركية الترامبية أوسع وأكبر وأشمل، وإلا فما مبرر حديث نتنياهو عن صناعة التاريخ؟ وعن أي تاريخ يتحدث وتجري صناعته هناك؟
هذا ما ينبغي التوقف عنده، لمحاولة فهمه أولاً، ولمواجهته ثانياً، ذلك أنّ المسألة ليست خطة سلام كما يدّعي ترامب، ولا فرصة كما يُسميها نتنياهو.
خطوة نقل السفارة وحدها، لو تمت مُنفردة فهي بكل التقديرات تُمثل حركة استثنائية قام بها ترامب وتَهيبها أسلافه، فما الحال إذاً وقد سبقها ما سبقها وتلاها ما تلاها؟ في هذه الحالة هي خطوة تنطوي فعلياً على محاولة صناعة تاريخ جديد للمنطقة، وربما للعالم إذا ما أعلن الغرب المُنافق التحاقه بواشنطن انخراطاً معها بتنفيذ إجراءات «صفقة القرن»!
الحركة الاستثنائية التي أقدم عليها ترامب، والتي تلتها حركات استثنائية أُخرى وصولاً إلى ما يجري بين الثالوث نتنياهو ترامب غانتس، تقتضي تحركاً استثنائياً، عربياً، إسلامياً، فلسطينياً، ودولياً، لا مكان فيه لعبارات الرفض ولا لبيانات الشجب، إذ لا يَرقى التنديد ولا الاستنكار لمستوى أداء ما يُوصف بأضعف الإيمان.
حين يتحدث نتنياهو عن صناعة التاريخ بالشراكة مع ترامب في لحظة الإطلاق لإجراءات «صفقة القرن» كاجترار لوعد بلفور، وكمُحاولة لشرعنة القيام بتهويد بيت لحم والقدس، بل كل فلسطين تصفية لها كقضية، فإن المخاطر تتجاوز حدود فلسطين والمنطقة، وبهذه الحالة فإن واجب إسقاط المشروع لا يترتب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين فقط، بل يُمسي واجباً عالمياً، الأمم المتحدة مَعنية به قبل جامعة النعاج، والفاتيكان قبل الأزهر.
التحرك العالمي المطلوب لمواجهة جنون ترامب نتنياهو يجب أن يكون استثنائياً، فإما إعلان الالتحاق بأميركا وتحمل تبعاته، وإما مُواجهتها، الوقوف بالمنطقة الرمادية ممنوع قيمياً وأخلاقياً.
التحرك العربي في ظل جامعة النعاج التي تَختطفها أنظمة الخيانة والعمالة يُساوي العدم حتى لو قيل بالإعلام كذباً: إن الخليج لا يُمول صفقة ترامب نتنياهو.. الضرب في الميت حرام.
التحرك الفلسطيني في غزة والضفة والشتات لا يجوز أن يكون نَمطياً، تحديدُ يوم للتعبير عن الغضب، أو تخصيصُ عدة أيام لممارسة الإضراب! حتى إعلان التحرر من أوسلو وإنهاء حالة الانقسام لمصلحة الوحدة الوطنية لا يكفي.. المطلوب حركة شعبية رسمية استثنائية بحجم الخطر، ستَحظى بالدعم والتأييد، وتتشكل منها نواة المواجهة والمقاومة، ظَهيرها محور ينتصر، سيقوم بالواجب حتى لو تَخلّف الكل عنه.
الافتتاحية بقلم رئيس التحرير علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 29 – 1 – 2020
رقم العدد : 17180

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً