الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
أرجوحةٌ وحيدةٌ
تكسو الطحالبُ زنديها
يعرشُ على مقعدِها الظلامْ
أزيزُ مفاصلِها
يُدمي
أنينُ الفراغِ
في جواربِ قدميها
يُدمي
آهاتُ الأسى
في قيامةِ ماضيها
تُدمي
وكتلُ الغبارِ على خشبها
تهدمُ في طغيانِها إنسانْ
أرجوحةٌ وحيدةٌ
هربَ من حَبْلها الغصنُ
فرَّ من صخبِ فرحها
ضحكُ الأطفالْ
وعصفورٌ يتيمٌ
أبى الخلودَ جوارها
وهرةُ الحي
على تشردها
لم تركنْ في رحمِ مقعدها
حتى لثوانْ
أرجوحةٌ وحيدةٌ
فكّكَ العصفُ مسامرَها
حلَّ تقادمُ العهدِ
خيوطَ مشابكها
فرطَ منها النأيُ
عقدَ مودتها
ونحتَ عويلُ الليل فيها
الخشبَ والسنديانْ
أرجوحةٌ وحيدةٌ
ضربَ جنونُ الريحِ خِلوتَها
حطّمَ الباقي من فيضِ أنوثتها
اعتصرَ بكلِ كبرياءٍ
رحيقَ كرامتها
ورمى بها نحو أديمِ الأرضِ
نحو عفنِ الذلِّ
نحو مدنٍ سُكنت بالهجرِ
نحو سفنٍ علتْ صواريها
راياتُ الخذلانْ
جنونُ الريح، أخيراً، رماها
نحو نهرِ الموتِ
نحو سردابٍ من البرزخ
بلا نَقدٍ
ولا صك للغفران
التاريخ: الثلاثاء18-2-2020
رقم العدد : 987