شرايين حلب

 

كتب مدير تحرير الشؤون الاقتصادية:
لم ينل القتال والقصف ونقل المعامل إلى تركيا وتعرض الكثير من معاملها للدمار من عزيمة أهالي حلب بقدر ما نال منهم حصار المدينة وقطع شرايينها وفصل ريفها عنها، فخسرت امتدادها والطريق السريع الذي يربطها بدمشق، وخسرت مطارها والطرق التي تربطها بمنافذ دول الجوار.
حلب التي انتصرت على كل أشكال الإرهاب والقهر وحولت البيوت إلى ورش ومعامل تنتظر اليوم تدخلاً حكومياً استثنائياً لإعادة ربطها بالداخل والخارج، وهي المدينة التي اعتادت على تصدير أكثر من 60 % من إنتاجها إلى الدول الصديقة والأسواق الخارجية.
لا شك أن الحكومة استحضرت في أجندة الاجتماع الحكومي اليوم في حلب مواضيع تتعلق بالإعفاءات لتوريد معامل جديدة، وتسهيلات لعودة من يرغب من المستثمرين، وخطة لتسوية القروض المتعثرة وأخرى للتمويل، وقرارات لإعفاء توريد المواد الأولية، وتسهيلات لاستصدار التراخيص، ولكن يبقى التحدي في تجهيزات البني التحتية والطاقة التي تعد العقبة الكبرى في عودة المعامل للإنتاج، والتحدي الأصعب أمام الحكومة بعد تدمير محطة توليد حلب الكهربائية، وقد يكون المخرج بدعوة القطاع الخاص لتوريد محطات توليد متنقلة (موبايل ستيشن) توفر لها الحكومة الوقود بسعر مدعوم، وتحدد سعر مبيع الكهرباء مستفيدة من مرونة القطاع الخاص في التوريد، وتأمين التمويل وإشراكه في الاستثمار في قطاع الكهرباء في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على الاستراتيجيات البعيدة بإعادة تأهيل محطة توليد حلب، وهناك خيار آخر من خلال تشجيع التوجه إلى الطاقات المتجددة من خلال محطات توليد طاقة شمسية قريبة من المناطق والمدينة الصناعية.
ما تحتاجه حلب أكبر من الإمكانات المتاحة، ولكن بتعاون الجميع وتشارك الجميع يُمكن أن تعود حلب عاصمة للاقتصاد السوري وقبلة للاستثمار ومُنتجاً مهماً لأسواق الدول المجاورة والصديقة، فكما بالتفاف أهلها حول الجيش عادت محررة، يُمكن بتضافر الجهود الحكومية مع شرفاء حلب أن تعود المدينة عاصمة للاقتصاد السوري، والثقافة الإسلامية والعربية.

 

التاريخ: السبت 22 – 2 – 2020
رقم العدد : 17199

 

آخر الأخبار
المستقبل يصنعه من يجرؤ على التغيير .. هل تقدر الحكومة على تلبية تطلعات المواطن؟ الخارجية تُشيد بقرار إعادة عضوية سوريا لـ "الاتحاد من أجل المتوسط" فرق تطوعية ومبادرات فردية وحملة "نساء لأجل الأرض" إلى جانب رجال الدفاع المدني 1750 طناً كمية القمح المورد لفرع إكثارالبذار في دير الزور.. العملية مستمرة الأدوية المهربة تنافس الوطنية بطرطوس ومعظمها مجهولة المصدر!.  السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي