تفاهمات آستنة وسوتشي تشدد على اقتلاع التنظيمات الإرهابية المتطرفة من الأراضي السورية عموماً ومن محافظة إدلب على وجه التحديد، ولاسيما تنظيم جبهة النصرة المصنف على لوائح الأمم المتحدة كتنظيم إرهابي يتبع لتنظيم القاعدة المتطرف.
وتؤكد هذه التفاهمات، منذ أن رأت النور في آستنة عام 2017 ولاحقاً في سوتشي، على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ومواصلة الحرب على الإرهاب حتى دحره نهائياً من كامل الجغرافيا السورية.
ورسخت تلك التفاهمات مفاهيم (مناطق خفض التصعيد) وسواها من المصطلحات والمترادفات الإيجابية إيماناً من الدولة السورية بحماية شعبها وعدم السماح للإرهابيين باستهداف المدنيين، وفتح معابر آمنة لخروجهم من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، وكذلك لعدم إعطاء الفرصة لمنظومة العدوان كي تخلط الحابل بالنابل، وتقصف المدنيين الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب.
هذه التفاهمات ادعى أردوغان منذ البداية أنه الحريص على تطبيقها، لكنه كان طوال سنوات يتهرب من استحقاقاتها لغاية في نفسه الإخوانية ومشروعه العثماني، واليوم يشكل غزو جنوده لمناطق في شمال سوريه، وعدوانه الأرعن وممارسته التضليل لتبريره، وطلبه من أصحاب الأرض الانسحاب منها أمام قواته الغازية في سابقة لم يعرفها العالم من قبل، يشكل الدليل الصارخ على أنه كان ضد كل حرف رأى النور في سوتشي وآستنة وأنه كان يكسب الوقت فقط لوضعها خلف ظهره.
أحمد حمادة
التاريخ: الأثنين 2 – 3 – 2020
رقم العدد : 17206