بالقوة.. بالنار

 

 

 

يقول اللص أردوغان إنه مُستعد للموت من أجل إدلب، فهل تعني له إدلب كإخواني حالم، وكعثماني مُتورم أكثر مما كانت تعني له حلب المُتكسرة أوهامه على صخرة صمودها؟ أم إنه يُخفي حقيقة دوافع استعداده للموت: 1- من أجل حماية مرتزقته الإرهابيين في إدلب، 2- من أجل مشروعه الإخواني فيها كنواة وَهمٍ ومُنطلق هلوسة، يتأكد كل يوم أنه لا محل لهما في هذه المدينة السورية، كما لم يكن في سواها.
خلال سنوات الحرب والعدوان لم يكن اللص الواهم المُتورم الوحيد، فقد سبقه أو مشى معه على التوازي آخرون، أوباما، نتنياهو، أولاند وسواه في القارة العجوز ممن اصطفّوا خلف واشنطن على امتداد محور الشر الذي تقوده، فما كانت النتيجة؟
نتنياهو تورم وتوهم، تحدث كثيراً عن شريط عازل وعن منطقة آمنة قبل أن يَتوسل عودة قوات «أندوف». أولاند الأحمق تضخم وبالغ، واستيقظت فيه أحلام الوصاية والفرانكوفونية إحياءً لها، وتسجيلاً لمحاولة استحضار بائسة لاستعمار خرج مَدحوراً مَقهوراً، ثم وجد نفسه خارج الحياة السياسية كأحد أسوأ من مَرَّ بالإليزيه.
أوباما ومن بعده ترامب تَحايلا وأغرقا العالم في بحر التلفيق والفبركة الذي بدا بلا نهاية، لم يُوفرا كذبة في التاريخ إلا وحاولا استخدامها وتوظيفها، ما زال ترامب يُهلوس بنواة مشروع التقسيم والفَدرلة «قسد» أو ما يُشبهها، سيُغادر البيت الأبيض وما من طعم، سيبقى عالقاً في الحلق سوى علقم الخيبة والفشل والهزيمة.
أردوغان ليس الواهم المُتورم الوحيد، لكنه سيكون الأخير – بكل تأكيد – ممن لم يَفهم الدرس السوري، ولن يَفهمه على الأغلب إلا بعد تجرعه شر هزيمة يَستشعرها في هذه الأثناء، وربما لأنه يُدرك أبعادها، يَنتحر اليوم في إدلب، ليجد نفسه غداً عارياً مُجرداً مَرمياً على قارعة طريق لا فائدة منه تَرجوها واشنطن، ولا الناتو الذي استقوى به قبل أن يَخذله!
كل تُرهات أردوغان هُراء لا تستحق الرد، جيشنا الباسل سيستعيد إدلب كاملة خضراء نظيفة من الحثالات، والجغرافيا السورية بهيّة غير منقوصة، هي أرضه التي يُسيِّجها ويَحمي سيادتها ووحدتها، باليقين الوطني، بالوجدان الحي، بالثبات والإيمان، وبقوة القانون ومُسلمات التاريخ سيَبسط سيطرته، وبالنار سيَطرد الغازي والمُحتل.
ذهب اللص إلى الرئيس بوتين مُتوسلاً، أم انعقد اجتماع أخير لمسار أستانا، فإن شيئاً لن يتغير. إن الكلمة اليوم للميدان، لأبطاله البواسل، قد وَلَّى زمنُ التحايل على صيغة أستانا وتفاهماتها، قد أُغلقت الأبواب على مُحاولات التنصل من استحقاقات اتفاق سوتشي، انتهى الأمر. وأما الأكاذيب لاستنساخ مُماطلة هدفها توفير الحماية للمرتزقة أو لتَمنحَها ومُشغليها فرصة التقاط الأنفاس لإعادة الإنتاج، أو للتدوير بتغيير الراية، أو لتَجميع شتاتها، فقد أصبحت جُزءاً من الماضي، استعادتُه ليست أمراً صعباً، بل مُستحيلٌ.. الفصل الأخير يُكتب اليوم بالقوة، بالنار.

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير عـلي نصر الله

التاريخ: الأثنين 2 – 3 – 2020
رقم العدد : 17206

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً ضبط ٨٨ كغ فروج فاسد في أحد مطاعم حلب