الملحق الثقافي:
كان كارل غوستاف يونغ أول من تصدى لأسطورة علم النفس- فرويد، لقد عارضه في أمور ثلاثة رئيسية هي: العقل الواعي، وتفسير الأحلام، والجنس والجنسانية. أثبت أن اختزال فرويد للدوافع الإنسانية كلها بالجنس، هو أمر غير مقبول وخاطئ.
ولد كارل غوستاف يونغ عام 1875 في بلدة كيسول من مقاطعة ثورغاو بسويسرا. كان والده قسيساً. وأثناء المدرسة كان يميل نحو العلوم الخاصة، الجيولوجيا والحيوان والحفريات وكان شديد الاهتمام بالعقائد الدينية المختلفة والحضارات الإنسانية والآثار. درس الطب في مدينة بازل وتخرج وبدأ حياته العملية عام 1900 طبيباً مساعداً في مستشفى الأمراض العقلية في برجولزلي.
اهتم بالأعمال الفلسفية وخاصة أعمال كانط ونيتشه بالإضافة إلى الكتب والمراجع الطبية. ودرس الروحانيات والظواهر الخارقة للطبيعة. أصبح يونغ يحضر جلسات تحضير الأرواح، على مدار عامين كاملين. أدى به ذلك إلى أن يتوجه لدراسة الطب النفسي عام 1890 . أصبح مساعداً في مستشفى برجولزلى للأمراض العقلية.
ومن خلال أبحاثه المستمرة تطور في مجال الطب النفسي، وأصبح كبير الأطباء ومحاضراً في كلية الطب بجامعة زيورخ. وفي عام 1902 سافر إلى باريس وأجرى بعض الأبحاث، التي كانت نتيجتها منهج البحث الجديد الذي عرف باسم اختبارات التداعي. اكتسب بشهرة واسعة ونال درجة الدكتوراه الشرفية من جامعة كلارك.
التقى فرويد عام 1907، وأصبحا صديقين، وفي عام 1911 انتخب يونغ أول رئيس لجمعية التحليل النفسي التي أنشأها هو. وفي عام 1930 منحته الجمعية الألمانية لعلم العلاج النفسي رئاستها الفخرية، وبعد عامين نال جائزة مدينة زيورخ للآداب، وفي عام 1933 عينته الجمعية الطبية العامة الدولية لعلم العلاج النفسي رئيساً لها. وفي عام 1936 كرمته جامعة هارفارد بمناسبة ذكرى احتفالها بالذكرى المئوية الثالثة لتأسيسها. وفي عام 1938 منحته جامعة أكسفورددرجة دكتوراه شرف في العلوم. وفي عام 1943 عين عضو شرف في الأكاديمية السويسرية للعلوم الطبية، وفي عام 1944 رصدت له جامعة بازل كرسياً خاصاً به لتدريس علم النفس. وبعد عام منحته جامعة جنيف درجة دكتوراه شرف. وحدثت قطيعة بينه وبين فرويد بسبب اختلافات في التحليل النفسي.
من أعماله: النماذج الأصيلة للاوعي الجمعي، الروح في الإنسان والفن والأدب، مقدمة إلى علم النفس التحليلي، الأحلام، مشكلات الإنسان الحديث في البحث عن الروح، والكتاب الأحمر.
التاريخ: الثلاثاء10-3-2020
رقم العدد : 990