ثورة أون لاين:
بعد أشهر من عودتهم إلى بلدتهم في ريف حمص الجنوبي الشرقي يستعيد أهالي بلدة مهين العائدون من مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية نبض الحياة في شوارع بلدتهم وحقولهم التي شردهم الإرهاب منها لسنوات ويحاولون استعادة حياتهم الطبيعية وإزاحة سنوات القهر التي عاشوها في “مخيم الموت” كما يسمونه.
الأهالي الذين طووا سنوات من التشرد والتهجير في مخيم الركبان في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية عادوا اليوم إلى منازلهم بفضل بطولات وتضحيات الجيش ليبدؤوا حياتهم من جديد وسط أجواء مفعمة بالأمان وبعد جهود بذلتها المؤسسات الحكومية في محافظة حمص لتأمين مستلزمات الإقامة وإعادة تأهيل البنى التحتية في البلدة.
مراسل الاخبار زار البلدة والتقت الأهالي في منازلهم ورصدت بعضاً من تفاصيل حياتهم.
محمد عبيدة حرب من أهالي البلدة عاد إلى عمله في مجلس البلدة بعد تهجيره مع عائلته 4 سنوات على أيدي تنظيم “داعش” الإرهابي قال لـ سانا “عودة الأمان شجعت الأهالي ليعودوا إلى البلدة بعد تطهيرها من الإرهاب الذي روع الأهالي وكما ترين يعيش الأهالي في البلدة حياة طبيعية”.
وفي أحد شوارع البلدة يؤكد صاحب محل بيع المواد الغذائية والاستهلاكية فادي عبد الكافي عز الدين أن عودته لم تكن لتتحقق لولا تضحيات الجيش واجتثاثه الإرهاب من البلدة داعياً الجميع إلى العودة لأرض الوطن فلا حياة ولا كرامة لإنسان إلا في وطنه.
وبعد تحريرها من الإرهاب عملت الجهات الحكومية على تأمين البنى التحتية وتوفير المستلزمات الأساسية وفي هذا الإطار يشير المهندس أسامة إدريس الشحود رئيس مجلس البلدة إلى أن الحياة تعود تدريجياً وأن نسبة العائدين تزداد يوماً بعد يوم جراء التسهيلات التي تمنحها الحكومة للعائدين حيث بدأت دورة الزراعة وتربية المواشي والمحلات تعود كما كانت قبل الأزمة بشكل تدريجي.
لا يكتمل مشهد البلدة دون المرور على مدرستها الوحيدة التي بدأت باستقبال طلابها مباشرة بعد عودتهم إليها حيث تقول المعلمة خيرة عزات الحرب “هجرنا قسرياً إلى المخيم بفعل الإرهاب عام 2015 وعانينا قسوة الحياة ونحاول الآن تعويض ما فات الأطفال خلال فترة الانقطاع وتأهيل منازلنا”.
مدير المدرسة خالد أحمد حرب يقول إن عدد الطلاب الملتحقين بالمدرسة في ازدياد حيث وصل عددهم حالياً إلى 115 موزعين ضمن فئات وفقاً لعملية سبر تمت بإشراف مدرسين مختصين لتقييم أدائهم ومتابعة تعليمهم ومن ضمنهم 54 طالباً في شهادة التعليم الأساسي لافتاً إلى التسهيلات التي تقدم للطلاب فيما يتعلق باللباس المدرسي والأدوات الدراسية.
مزارعو القرية يبذلون جهودهم لإعادة الحياة إلى حقولهم حيث يؤكد محمد عبد المولى رفاعي لمراسلة سانا أنه فور تحرير البلدة سارع بالعودة إلى بلدته وأسرته في الشهر السابع من العام الماضي ليباشر من جديد في زراعة أرضه ولتعود الحياة له ولأسرته من جديد بعد المعاناة التي عاشوها في مخيم الركبان.
منهمكة بإعداد طعام الغداء لأسرتها تقول إنعام عبد الباسط حرب إن فرحتها بالعودة لمنزلها مع عائلتها لا يمكن وصفها في حين قال حميد الخلاوي من قرية المنزول المجاورة لبلدة مهين للمراسلة خلال قدومه لشراء الحليب من الفلاحين في البلدة “الوضع في مهين جيد جداً بعد عودة جزء كبير من العائلات لبيوتها وهي اليوم تمارس حياتها الطبيعية وخصوصاً مربي الثروة الحيوانية”.
وفي دكانه المتواضع يعرض تامر ضعيف أنواعاً من الخضراوات ويقول رداً على سؤال للمراسلة عن الوضع في البلدة “ما إن تحررت البلدة من الإرهاب وفتحت طاقة من الأمل حتى عدت إلى بيتي وبدأت بالعمل في جو من الأمن والأمان وفي ظل خدمات تؤمنها الجهات الخدمية في البلدة”.
ووفق رئيس المجلس البلدي فإن عدد العائلات التي عادت وصل إلى 750 عائلة وجميعها تحظى بتسهيلات ومساعدة بما يخص التعليم والخدمات من صيانة الشبكة الكهربائية والمياه وسيتم تركيب عدادات للمياه خلال الأيام القليلة القادمة.