صفحات مـن تــاريـخ المسـرح العربي

 

واجه المسرح العربي منذ نشأته صعوبات كبيرة ومر بمراحل بالغة التعقيد, عانى ما عاناه على يد السلطتين المدنية والدينية في عالمنا العربي وكان يحارب بشكل مستمر لأنه منبر لبث الوعي في نفوس الجماهير, والإضاءة على مكامن الخلل والفساد في مناحي الحياة المختلفة.
كتاب جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (تأريخ التراث في المسرح العربي المعاصر) للكاتب عبد اللطيف الأرناؤوط, الذي وثق للمراحل التاريخية التي مر فيها وكيف حورب، واستغل من الطبقة البرجوازية للدفاع عن مصالحها في مواجهة الحكم الملكي الاستبدادي, لكن بعد سقوط الأنظمة الملكية في العديد من البلدان العربية توجهت البرجوازية الوطنية في هذه البلدان إلى تسخير المسرح لأهدافها الاستغلالية وخدمة مصالحها الرأسمالية, وعند أول محاولة لإقامة المسرح العربي المعاصر في مصر عمدت الدول الاستعمارية إلى إعداد اليهودي يعقوب صنوع الملقب بـ (أبي نظارة) وتحت ستار نشر الوعي حرص على معاشرة عامة الشعب والتغلغل في صميمهم والتعرف عل تراثهم الشعبي وفي عام 1870 أنشأ صنوع أول مسرح عربي في القاهرة لكنه للأسف كان ملك الدسائس والفتن, يتنقل من موقع سياسي إلى آخر متتبعا سياسة فرق تسد, والشعب المصري خدع به.
وفي سورية قاومت السلطة المدنية العثمانية والسلطة الدينية مساعي الرائد أبي خليل القباني لتأسيس مسرح عربي, بعد أن أغلق الخديوي مسرحه في القاهرة, لكن مسعاه في دمشق أحبطته السلطات الدينية والمدنية، إذ اعترض مفتي دمشق ركب السلطان العثماني في الأستانة, وشكا إليه ما يقوم به القباني من هتك للمحارم والأعراض, فبادرت السلطة إلى إغلاق مسرحه, والهدف هو تمزيق الهوية الاجتماعية للتراث ووحدته المادية والروحية.
وفي العراق بدأت الحركة المسرحية في العشرينيات من القرن المنصرم, وكانت أهدافها تربوية, ثم انحازت إلى الأهداف الوطنية, وكان الهدف منها تبصرة التلاميذ بأهمية المسرح وإذكاء روح الحماسة الوطنية.
غير أن السلطة المدنية بادرت إلى منع تمثيل أي مسرحية أهلية إلا بعد موافقتها المسبقة من السلطة, لا بل عاقبت بعض التلاميذ الذين خالفوا أوامرها.
وتناول الكاتب في كتابه الاتجاهات الحداثية في المسرح المعاصر, وأوضح أنه تحت ستار الحداثة والتحديث اندفع المسرحيون المقلدون للحداثة الغربية في مغامرات تجريبية مصطنعة لا تمت إلى التراث الفني والأدبي العربي والاسلامي بصلة, من خلال إسقاط مفاهيم العصر الحاضر على الماضي, أو الماضي على الحاضر, دون أي التزام بالصدق الموضوعي والتاريخي.
تحول المسرح إلى تقديم مسرحيات كلاسيكية مترجمة, لكنه ظل محافظا على جدية نتاجه بعيدا عن الاستغلال التجاري, واعتمد على ممثلين اكفاء ممن امتلكوا الموهبة, ويؤكد المسرح العربي أن نهضته لاتقوم إلا على الكاتب المبدع والمخرج الموهوب والممثل البارع أثناء أداء دوره.

علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 13-3-2020
الرقم: 17216

آخر الأخبار
تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   هاجس ارتفاع الأسعار.. يقض مضجع زيادة رواتب مجزية وغير تضخمية سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً    أوساط عربية ودولية تؤكد دعم وحدة سوريا وتبشّر بانفتاح شامل   تحقيق لـ "بي بي سي" يكشف عن شبكات منظمة وراء التحريض الإلكتروني في سوريا القوات الأردنية تُعلن إحباط تهريب شحنة مخدرات على الحدود الشمالية مع سوريا "أناضولو جيت" تبدأ أولى رحلاتها المباشرة من اسطنبول إلى دمشق كيف نكسب صغارنا بمعاملة مثلى؟ مطالب بإحداث أمانة في طفس.. الشؤون المدنية بدرعا تستأنف تقديم خدماتها معايير لتنظيم رحلات "العمرة" بين "الأوقاف والسياحة" السرقة عند الأطفال.. سلوك مقلق لكنه قابل للعلاج المصرف الصناعي يفتح الباب واسعاً أمام المشاريع الإنتاجية  المشاريع الصغيرة تحت مظلة منح القروض     بين القمح والجفاف.. الأمن الغذائي في سوريا بالخط الأحمر.. ما المطلوب حكومياً؟ مواجهة للجفاف.. الخبير البني يطالب الحكومة بإعلان حالة طوارئ استثنائية  أمازون تنشر روبوتها المليون.. وتُطلق نموذج ذكاء اصطناعي