الثورة- نيفين أحمد:
في تطور لافت على صعيد المواقف الإقليمية والدولية من الملف السوري، أكدت كل من مصر وسلطنة عمان وقطر دعمها لوحدة سوريا وسيادتها بالتوازي مع إعلان الولايات المتحدة عن إنهاء برنامج العقوبات الشاملة المفروضة على دمشق في خطوة وُصفت بأنها تمهّد لانفتاح سياسي واقتصادي واسع النطاق.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في القاهرة شدّد وزيرا خارجية مصر وسلطنة عمان بدرعبد العاطي وبدرالبوسعيدي على ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية.
وأوضح وزير خارجية مصر عبد العاطي أن المباحثات الثنائية تطرقت إلى مجمل القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الملف السوري مؤكداً “أهمية توحيد الصف العربي وتعزيز التنسيق لمواجهة التحديات التي تمرّ بها المنطقة”.
من جانبه أكد وزير خارجية سلطنة عمان البوسعيدي “أن المحادثات ركزت على احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التصعيد داعياً إلى التزام شامل بالحلول السلمية والتفاهم العربي المشترك.
بالتزامن وفي السياق ذاته أعلنت دولة قطر ترحيبها بقرار الرئيس الأميركي ترامب إنهاء العقوبات الأميركية العامة المفروضة على سوريا، واصفة الخطوة بأنها “نقطة تحول تاريخية”، وكتب وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد الخليفي عبر منصة “إكس” أن دمشق تفتح أبوابها من جديد على العالم بعد سنوات من العزلة، معتبراً أن القرار يمهّد لمرحلة من الاستقرار والانفتاح السياسي والاقتصادي في البلاد.
وكان الرئيس ترامب قد وقّع أمراً تنفيذياً ينهي بموجبه حالة الطوارئ المتعلقة بسوريا مع إبقاء العقوبات على بعض الأفراد والكيانات المرتبطة بالرئيس السوري السابق، إلى جانب متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان وتجارة الكبتاغون والتنظيمات الإرهابية ووكلاء إيران في المنطقة.
وفي بيان رسمي أوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن هذه الخطوة تعكس تحولاً كبيراً في سياسة واشنطن وتهدف إلى دعم رؤية لسوريا موحدة، مستقرة وآمنة تعيش في سلام داخلي ومع جيرانها”.
يُعد إنهاء برنامج العقوبات الأميركية الشاملة أكبر تحول في سياسة واشنطن تجاه دمشق منذ عام 2011 ويفتح الباب أمام تحركات إقليمية جديدة لإعادة دمج سوريا في النظامين العربي والدولي.
كما تأتي هذه الخطوة ضمن موجة من الاتصالات والمواقف العربية المتقاربة، التي تعكس اتجاهاً نحو تسوية سياسية شاملة تترافق مع انفتاح اقتصادي تدريجي وإعادة النظر في السياسات السابقة تجاه دمشق.