لا توجد علاقة مباشرة تربط رئيس النظام التركي أردوغان بفيروس كورونا، فلا هو المسؤول عن انتشار وتفشي الفيروس، ولا نتهمه بتطوير الفيروس كسلاح بيولوجي، لكن العلاقة التي تربط بينهما تنشأ من كونهما وجهان لعملة واحدة لجهة المخاطر والتداعيات السلبية التي يفرضانها على العالم أجمع، فكلاهما وباء يحتاج إلى دواء.
خلال بضعة أشهر استطاع فيروس كورونا أن يغزو معظم دول العالم بنسب متفاوته، وتركز انتشاره في الصين وإيران وإيطاليا وإسبانيا ويواصل التمدد إلى أن تحول إلى وباء عالمي تسبب بعزل دول العالم في جزر منغلقة على نفسها وإلزام الناس في منازلها فيما يشبه الحجر الصحي جراء انتشاره السريع ومخاطره على حياة الأفراد بعد أن أودى بحياة آلاف الأشخاص. اقتصادياً، هوت البورصات العالمية وانخفضت أسعار النفط، وتوقفت شركات الطيران وتعطلت السياحة، ما جعل الخسائر الناجمة عنه غير قابلة للتقدير في الوقت الحالي وكذلك تداعياته السلبية على كبرى اقتصادات العالم وأصغرها على حد سواء.
على الوجه الآخر، يرعى رأس النظام التركي أردوغان منذ تسع سنوات وحتى اليوم بؤرة الإرهاب العالمي، فهو الذي درب وسلح وسهل تنقل ودخول المرتزقة الإرهابيين إلى سورية ولا يزال، ويقوم بنقلهم إلى ليبيا وتسليحهم بدعم من جنوده واستخباراته، ولا تخفى تدخلاته في مسألة الإيغور في الصين ودعمه للإرهاب في مصر، فهو في هذا يشبه إلى حد كبير وباء الكورونا المستجد من خلال نشر الموت في العالم. ليس هذا فحسب، فالوجه الكوروني لأردوغان يظهر جلياً في استغلال قضية اللاجئين وتهديده أوروبا بغزوة من آلاف المهجرين من سورية والعراق وأفغانستان ودول أخرى بدفعهم إلى الحدود اليونانية عبر أجهزة استخباراته مستغلاً أوضاع اللاجئين أبشع استغلال من أجل تحصيل مكاسب مادية وسياسية من الاتحاد الأوروبي أقلها الوقوف إلى جانبه في دعم الإرهابيين في إدلب وحمايتهم. العالم الذي يتحد اليوم ليتصدى لفيروس كورونا ويسعى ليل نهار لاكتشاف اللقاح والدواء لهذا الوباء العالمي، مطلوب منه أن يظهر العزم والإرادة نفسها لمواجهة وباء أردوغان الإرهابي للحد من تداعياته ومخاطره على الأمن والسلم الدوليين والحفاظ على حياة آلاف البشر.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 18 – 3 – 2020
رقم العدد : 17219