بيبي – بيني .. العنصرية تطغى

إفتتاحية الثورة بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

  بين «بيبي» نتنياهو، و«بيني» غانيتس، لا شيء يَطغى في الكيان الصهيوني غير العنصرية، ومخططات العدوان والتوسع. لا خلافات عميقة داخل الكنيست المُنقسم إلا على الخطط المُستقبلية: الاستيطان، غور الأردن، الجولان، القدس، يُضاف إليها السِّجال الإسرائيلي الحاصل حول ما يُدعى بأولوية مُواجهة الخطر المزعوم القادم من إيران، سورية، حزب الله.

رقمٌ قياسي سجله الكيان الصهيوني بإعادة الانتخابات مرة بعد مرة بسبب الانقسام الذي لم يُمَكّن نتنياهو أو خصومه من تحصيل أغلبية تُتيح لأحدهم تشكيل الحكومة، وهو ما يَطرح أمرين يَنطويان على مُفارقة تُثبتها التقارير السنوية الصادرة عن مُؤتمرات هرتزيليا لجهة رسم السياسات والإستراتيجيات للكيان الغاصب.
إذا كان هرتزيليا يَجمع، وإذا كان داخل أروقته لا يَتباين الإرهابيان «بيبي وبيني»، بل تَصطف الأحزاب الداعمة لهما خلف ذات الإستراتيجيات، وإذا كانت حكومات الاحتلال مهما كان لونها تُنفذ المُخططات التي يُقرها ويَضعها المؤتمر الصهيوني الذي يُمثل الإدارة العميقة بالكيان، فهل يَعكس انقسام الكنيست إلا أزمة باتجاهين: الأول يُؤشر لأزمة الفساد التي تَنخر فيه، فيما يُؤشر الثاني لحقيقة أنّ العنصرية ذاتها باتت تأكل الكيان من الداخل.
العنصريون المؤسسون الأوائل لكيان الإرهاب المنظم إسرائيل، لا شك أنهم أسهموا ببنائه ليكون خلافاً لما هو عليه اليوم من هَشاشة أخذت تَتَبدى بوضوح بعد انقراضهم، فهل تَخلّفَ الكيان بإدارته العميقة عن إعداد جيل آخر، أو نَسق ثان يُؤمن بالمزاعم التلمودية ويُغلبها على ما سواها؟ أم إن التهور كَسِمة لجيل أولمرت – نتنياهو أوصلته إلى مأزقه الحالي؟
بين الصهاينة يدور حديثٌ داخلي مُتخم بالخوف والهلع من القادم، إن لجهة تَلمس حالة التآكل الداخلية فيه، أم لناحية نُمو ما يُسمونه مخاطر خارجية، هي بتقديراتهم صارت تُلامس ما يُدعى الخطر الذي يتهددهم وجودياً، في إشارة إلى نمو قوى المقاومة ضد الاحتلال، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي سورية ولبنان، ذلك الهلع ينمو على الرغم من تَضاعف الدعم الأميركي للكيان عدة مرات، منذ بوش الصغير وصولاً إلى ترامب!
أوهى من بيت العنكبوت، عبارة تتردد حالياً داخل الكيان الصهيوني أكثر بعشرات المرّات مما تتردد خارجه في محاولة تَوصيفه. العبارةُ تُرددها بهلع شديد قطعان المُستوطنين بهذه الأثناء، بينما تَعكف مراكز البحث الصهيونية على دراسة تموز – آب 2006 كمفصل أساسي، تُعيد استحضار تفاصيل 33 يوماً، وتُحاول بالتحليل إعادة إنتاج مَضامين تقرير فينوغراد لفهم ما حصل وتَداعياته.
الصهاينة يَعترفون أنّ كل محاولات الفهم لما آل إليه وضع كيانهم، تَنطلق اليوم مما حفرت عميقاً بالوعي الصهيوني حرب تشرين 1973، ومما فعلت فيه على مُستوى الكَي حرب تموز – آب 2006، ولذلك فإن العنصرية التي تَطغى على انتخابات الكنيست، وعلى المَسلكيات الأميركية المُتصهينة، إنما تُمثل المَخرج الذي تَنخرط واشنطن واهمة بتَهيئته، والوصفة التي يُطبقها دونالد ترامب حماقات تَجسدت في الاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة، وبنقل السفارة لها، وباعتبار الجولان السوري المُحتل جزءاً من الكيان، وغداً ربما بشرعنة ضم الغور والضفة تحت مُسمى يهودا والسامرة.. لاحظوا أن لا شيء يَطغى – بالسياسات، بالانتخابات، قبلها وبعدها – إلا العنصرية التي بدأت تأكل الجيل الثاني، وتتآكل من الداخل، ولا تدري ما يَنتظرها من الخارج!.

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير عــلي نصر الله

التاريخ: الأربعاء 18 – 3 – 2020
رقم العدد : 17219

 

آخر الأخبار
إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم   الألعاب الشتويّة (2026) بنكهة إيطاليّة خالصة  سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم    "حظر الأسلحة الكيميائية"  تعتمد قراراً لتسريع إغلاق الملف الكيميائي السوري  عبدي يتحدث عن لقائه الشرع والتوصل لاتفاق لدمج "قسد" في الجيش السوري  نهائي بطولة الملوك الستة.. سينر وألكاراز يجددان صدامهما في الرياض تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟