ثورة أون لاين – ميسون حداد :
إجراءات الحكومة السورية الاحترازية للتصدي لفايروس كورونا أتت على أعلى المستويات ولا تزال يومياً، ولكن استجابة الناس لم تكن على مستوى التدابير، المقاهي والمطاعم والشوارع تعج بالناس، وكأن العطلة للترويح عن النفس..
لمَ لم يأخذ الكثير من المواطنين هذه التدابير على محمل الجد كما ينبغي.. وكأن ” كورونا ” تخص غيرنا و لا تخصنا، نسمع عنها في نشرات الأخبار؟..
في التنمية البشرية يتكلمون عما يسمى منطقة الراحة (Comfort Zone) وهي منطقة وهمية، تستخدم مجازاً للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد، بحيث يشعر بالسعادة و براحة كبيرة وطمأنينة غامرة ورضى كبير ورفض لأي تغيير. وللخروج من هذه المنطقة على الإنسان أن يغير طريقة تفكيره أولاً ثم تتبعها تغيير العادات..
ربما تأكيد منظمة الصحة العالمية أن لا إصابات مسجلة في سورية لعب دوراً مهماً في تخفيف موجة الرعب.. والبقاء (فكرياً) في منطقة الراحة أن هذا الوباء بعيد عنا وبالتالي لا شيء يدفعنا لأي تغيير في طريقة الحياة..
الخوف محرك أساسي للشعوب في تغيير عاداتها، لذلك لا بد من تصعيد حملة الوعي أن هذا الوباء وإن لم يدخل اليوم بسبب الوعي و التدابير الاحترازية لكنه على الأبواب إن شرَعناها.. وإن لم نغير سلوكياتنا وعاداتنا ونلتزم بالتدابير الوقائية المتخذة على الصعيد العام ..
أعتقد أيضاً أن هناك ما يعود لطريقة تفكير ولأسلوب حياة تربينا عليها.. منهجية الشطارة و القفز فوق القوانين والإبداع بالاختراق واعتبار أن كل ما يأتينا مكسب، العطلة مكسب، تخفيف الدوام مكسب.. قليلون من يتعاملون مع الأمور بروح الجدية و الالتزام ..هؤلاء موجودون و بهم تسيرالأوطان و لكنهم لا يشكلون الشريحة الأوسع.
القناعة أن التزام المنزل والتدابير الوقائية يحصّنني و يحصن عائلتي ومن هم حولي يبقيني في المنزل، من لا يخاف على نفسه فلينطلق من خوفه على أحبائه و أخصائه، خوض البطولات الفردية تهور في أزمات من هذا النوع.
الشعب السوري صمد ولا يزال خلال سنين الأزمة ولا يزال بوعيه صامد يواجه شتى الأزمات، والرهان اليوم على وعينا ونحن اعتدنا دائماً أن نكسب الرهان.