الثورة:
صرّح عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، جو ويلسون، في مقابلة مع قناة i24 الإسرائيلية، أن سقوط نظام الأسد يمثّل حدثاً تاريخياً مشابهاً لسقوط جدار برلين، مؤكداً أن سوريا تقف على أعتاب مرحلة جديدة قد تعيد رسم ملامح الشرق الأوسط.
أوضح ويلسون أن الولايات المتحدة مدركة لماضي الرئيس السوري أحمد الشرع، لكنها تعتقد أن الشعوب قادرة على التغيير، مضيفاً أن الشرع أبدى رغبة في الانفتاح على الغرب ولو على حساب العلاقات مع روسيا وإيران. واعتبر أن التزامه ببناء دولة لا تدعم الإرهاب ولا تهدد إسرائيل يصب في مصلحة السوريين والإسرائيليين معاً.
كشف النائب الأمريكي أن نقاشات جرت مع الرئيس الشرع حول اتفاقات أبراهام، وهو أمر لم يكن مطروحاً مع نظام الأسد السابق الذي وصفه بالديكتاتوري. وشدد على أن إسرائيل مطالبة بالانسحاب وتقديم ضمانات لنجاح أي مسار للتطبيع، مشيراً إلى أن المفاوض توم براك يلعب دور الوسيط “الاستثنائي” في هذه المرحلة.
أكد ويلسون أن الرئيس الشرع يتصور سوريا موحدة تتخلى عن إرث الاستبداد والإرهاب، محذراً في الوقت ذاته من أن استمرار انقسام البلاد قد يفتح المجال أمام عودة تنظيم داعش. وأشار إلى أن الشرع يعمل على حماية الطائفة الدرزية، وتعهد بإقالة أي مسؤولين أو عسكريين يثبت تورطهم في الانتهاكات.
ولفت النائب الجمهوري إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب تعمل خلف الكواليس من أجل صياغة تفاهمات أولية بين دمشق وتل أبيب، معتبراً أن ذلك يفتح الباب لبناء سوريا جديدة قائمة على العمل الجاد والتفاهم المتبادل.
وسبق أن طالب أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتداءاتها العسكرية على الأراضي السورية فوراً، مؤكدين أن استمرار هذه الهجمات يقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار وإطلاق مسار سلام حقيقي في المنطقة.
وأصدر السيناتور الديمقراطية جين شاهين، وزميلتها الجمهورية جوني إرنست، وعضو مجلس النواب جو ويلسون بياناً مشتركاً عقب عودتهم من زيارة إلى دمشق التقوا خلالها الرئيس أحمد الشرع وعدداً من الوزراء وممثلين عن مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والدينية.
وأوضح البيان أن السوريين عبّروا بوضوح عن حاجتهم إلى “فرصة حقيقية للنجاح وتجاوز أكثر من أربعة عشر عاماً من الحرب”، مشيرين إلى أن الضربات الإسرائيلية المستمرة تجعل هذا الهدف أكثر تعقيداً.
أشاد المشرعون الأميركيون بقرار الرئيس دونالد ترمب رفع العقوبات عن سوريا مطلع هذا العام، معتبرين أنها خطوة جريئة فتحت الباب أمام لقاء مباشر هو الأول من نوعه بين الحكومتين السورية والإسرائيلية بوساطة المبعوث الخاص توم باراك، وأضافوا أن “السوريين أبدوا استعداداً للتقدم نحو السلام، لكن ليس من الواضح إلى متى سيبقى باب هذه الفرصة التاريخية مفتوحاً”.