أودعت في قلبه وفي أنفاسه حبّاً ليس كأيّ حب .. أخبرته أن الحياة والموت والماضي والحاضر والمستقبل تُختزل في الحبّ.. وليس الحبّ عندها أكبر من حبّ الوطن.. أرضعته صغيراً الكرامة والعزّة والعنفوان والعطاء والرجولة، وهمست في أذنيه بملء فمها عربية لايشوبها خطأ أو نحل أو تحريف لفظاً وقولاً وفعلاً، عربية تحفظ للأمة والأوطان هوية لاتُباع ولا تُشترى.. واختزلت الحبّ كل الحبّ بتراب وأرض سورية.. ولم تبخل لاهي ولا ابنها بأن يكون فلذة كبدها قرباناً لسورية لدرجة لم تعد تميّز بين الأم الأرض والأم السورية.
أمهات سورية معجزة القرن، قدّمن الشهيد تلو الشهيد وخاطبن العالم كلّه لايزال عندي أبناء وكلهم فداء لتراب سورية، وأنا عكاز أبنائي الشهداء الأحياء، شهداء الحق والحقيقة التي لايعرفها هرطقة العالم ويصعب عليهم رؤيتها أو ملامستها.. أمهات سورية المعادلة الصعبة التي لم ولن يفهمها إرهاب العالم وزيفه وإجرامه لأنه إلى زوال بفضل نساء أحرار.
لم يعهد العالم يوماً امرأة كالمرأة السورية في العمل والصمود والتربية والذّود عن حياض الوطن والمفكرة والأديبة والعاملة والمثقفة والمربية والصابرة على كل الملمّات.. والأهم من كل ذلك، لم يعرف العالم أمّاً كالأم السورية مُلهمة للأبناء والآباء والأزواج والمجتمع والوطن والعالم والكون.. مُلهمة للحبّ والتفوق والاستمرار والعطاء والصبر والنصر.. كلّ عام والأم السورية منارة وشعلة تهدي في سبيل الأوطان تحرّرها وتطوّرها واستمرارها وفي كل مرّة نصرها.
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 20-3-2020
الرقم: 17221