ثورة أون لاين- سلوى الديب:
تناول الكثير من الأدباء والشعراء الأمراض والأوبئة أعمالهم، ولكننا الآن بصدد معرفة يتعاملون مع هذا الوضع في حياتهم اليومية لنلتقي مع بعضهم الشعراء والأدباء:
مقالات صحفية المثقفون والكورونا
الصحفية الأديبة ميمونة العلي: في الأزمات ينشط في حياتي هرمون التحدي والإصرار لآخر نفس، لذلك حتى الآن أنجزت أكثر من موضوع لصالح الجريدة، والآن أعد لموضوع بعنوان المثقفون والكورونا، عدا طبعاً عن تمتعي بالوقت والقراءة، فحياة واحدة لا تكفيني، لكن وقت كبير يضيع في المزيد من التعقيم والتعقيم، رغم محاولتي بأن لا يصبح الموضوع وسواساً قهرياً، ولكن سلامة الأطفال تجعلني كذلك، تحيتي لكل كادر عامل يقاوم كورونا القارب السوري سينجو بفضل الوعي.
القراءة والكتابة
– القاصة عبير منون: اشغل وقتي في الجلوس مع عائلتي قدر الإمكان، ثم أقرأ ما تيسر لي من كتب وروايات، لم يسمح لي الوقت بقراءتها من قبل مثل رواية قواعد العشق الأربعون الكاتبة التركية إليف شافاق، وعند المساء افتح المحمول لأكتب قصصاً قصيرة أو قصص طويلة من حياتنا اليومية، أتابع الأخبار العالمية عن طريق التلفاز أو النت، أحب الرسم وأنا الآن انهي بعضاً، مما بدأت به من رسم شخصيات (بور تريه)، لم يتسنى لي من قبل إتمامها بسبب ضيق الوقت، ولكن عندما تناديني عائلتي أترك كل شيء وأجلس معهم.
ذكريات ولعب مع الأحفاد
– المحامي الأديب فيصل الجردي : أولا أنا لا أشعر أنني تحت الإقامة الجبرية، لأنني وبدون مبالغة لا أخاف الموت، بل أنتظره لأن أغلب أحبائي قد رحلوا و أقضي ما تبقى لي من وقت مع ثلاث أشياء: الذكريات والكتاب والقلم واللعب مع الأحفاد .لذلك لا أعرف الملل ولا أخاف فيروس كورونا.
ممارسة الهوايات
– الأديب الإعلامي عيسى إسماعيل : عدت إلى مكتبتي لا تفقد الكتب التي لم أقرأها، وبدأت القراءة، فهي فرصة لنقرأ ولمشاهدة برامج التلفاز، وللجلوس مع الأولاد و التبسيط في الحديث معهم و تشجيعهم على المطالعة، ولكن الوقت حلَّ للقراءة و الكتابة، فهي الهواية التي أخذت الكثير من سنوات عمري، بدأت بإعادة قراءة رواية ماركيز الحب في زمن الكوليرا، ترى لو كان بيننا ربما فكر بالكتابة عن فيروس كورونا. أحياناً نقول رب ضارة نافعة.
الدور التوعوي
لكن الأهم أن يكون للأديب دور في التوعية الصحية في هذه ه الأزمة، والأهم الالتزام بالأوامر الحكومية، ومما يثلج الصدر أن خمسة و تسعين بالمائة من الناس ملتزمون بها حمى الله سورية.
تغذية الروح بالشعر
الشاعر نبيل باخص : أنا شخصياً لا أشعر أنني في سجن قسري، أقضي وقتي بالنظافة الذاتية والمنزلية، وألتفت إلی تغذية روحي بالمطالعة بمختلف أشكالها القصة الرواية الدواوين الشعرية، وهي التي تهمني بالدرجة الأولی، وهي هاجسي ومتعتي وإذا دعتني القصيدة لنظمها فألبيها بكل سرور.
إدراك قيمة الحياة
– الشاعرة ليندا السعد: هل كنا نحتاج إلى وباء مثل ال(كورونا) لندرك قيمة الحياة التي نعيشها ؟ تخطر ببالي تلك القصة عن امرأتين كانتا في السجن معاً وفي ذات الغرفة وعند خروجهما سألهما أحد الحراس: كنت أراكما تقفان خلف النوافذ ليلاً، ماذا كنتما تراقبان؟ قالت الأولى: لم أكن أرى إلا أرضاً موحلة. بينما قالت الثانية : لم تخلو السماء ليلةً من النجوم
– زراعة نباتات الزينة
إن الوقت يمضي ولا ينتظرنا فإما أن نتقيد بالحجر المنزلي للحفاظ على سلامتنا وذلك سيعطيننا فسحة لا بأس بها لممارسة هواياتنا، كقراءة الروايات مثلاً أو ممارسة الرياضة داخل المنزل، أوالالتفات إلى بعض المسؤوليات والأعمال المؤجلة (قد حان وقتها الآن)، ثم إن الطقس الحاليّ ملائم جداً لزراعة نباتات الزينة المنزلية والعناية بها تلك الهواية التي تعيش بداخلي وبقوة عدت لممارستها بشغف. أمور كثيرة يمكننا فعلها في الوقت الحالي حتى نجعل من الحجر المنزلي وقتاً محبباً نعيشه بطمأنينة وسلام و نستثمره بما هو مفيد.
قيمة الوقت في الحياة الأسرية
أمس اتصلتُ بصديقتي الإيطالية لأطمئن عنها في ظل هذه الظروف التي تعيشها الكرة الأرضية. قالت: الآن عرفت أنّني فقدت الكثير من اللحظات السعيدة. سألتها : هل ينبع كلامك هذا عن خوف من الموت، أجابت: هنالك خوف لا أخفي ذلك لكن ما قصدته أنني بفضل البقاء في المنزل، عرفت معنى الحياة الأسريّة، حيث أصبحت أمضي كل الوقت مع والديّ، بينما لم يكن يتثنى لي ذلك في الماضي، بسبب العمل خارج المنزل والذي يستهلك معظم وقتي، أنا حزينة جداً بسبب ما تتعرض له بلادي لكنني سعيدة بالوقت الذي أقضيه مع أسرتي، ذلك الوقت الذي لم أكن أقدّره سابقاً ثم قالت ساخرة ً: علي أن أشكر كورونا لأنه نبهني أن هناك ما يستحق أن نعيش لأجله.
–