ثورة أون لاين-لجينة سلامة:
كيف تسلل الكورونا إلى هنا ونحن كنا نتابع ضحاياه في المشافي وفي بورصات الإصابات والوفيات عالميا ..! كيف تسلل و أصبح الشبح المرافق لتفاصيل حياتنا دون استئذان ,تحاول الهرب فتفشل ,هو بالمرصاد وإن لم يتمكن من جسدك .صار شكله المتداول علامة فارقة في النشرات الإخبارية التي يتصدرها أولا بأول والفواصل الإعلانية وعلى الشريط الإخباري بشكل منفرد ومكثف ,حتى إذا أردت أن تنساه تأتيك الأغاني وقد جاءت على ذكره بألحان استسيغت من قبل الصغار قبل الكبار فيها مافيها من التحدي والتصدي والتهكم على هذا الفيروس الذي زعزع أمننا النفسي والاجتماعي واخترق نفسيات أبنائنا وجاء على نظامهم الدرسي والتعليمي فأحدث الاضطراب والفوضى إلى أن استدرك الأهل إلى حد ما وبمساعدة المعنيين تعويض الفاقد التعليمي في كافة المراحل الدراسية وكل حسب الاختصاص .لكن ضمن أجواء غير مشجعة نفسيا وغير صحية للمتابعة الدراسية .
السؤال اليوم ,ماالذي حدث بعد هذا الاختراق بالتسلل أيا كانت الطريقة لنقل الفيروس الذي أقلق الجميع دون استثناء وفي دول العالم كافة . لم يستثن أحدا وإن كان الاستثناء يكون في مواجهة الفيروس حسب طبيعة حياة البلد المستهدف و العادات الصحية ومستوى الرعاية الصحية وطبيعة المناخ و آلية التصدي له سواء كان ذلك بالإجراءات التي تتخذها الحكومات أو بالطرق التي يقي فيها المواطنون أنفسهم على المستوى الفردي بدءا من الالتزام بالحظر الصحي الفعلي أولا والاقتناع بأهميته .
السؤال هو كالتالي :هل اقتنعت بتأثير الفيروس وخطورته ..وماذا فعل بك الحظر الصحي نفسيا واجتماعيا ضمن نطاق العائلة ..وهل تجد في الكورونا جردة حساب ..كيف تفسر ذلك ..؟
للأستاذ محسن سلامة أستاذ اللغة العربية رأيان : حيث يرى أن الكورونا فيروس يجتاح العالم، والعالم الملتزم ( الحزب الواحد) الشيوعيّ مثلاً كالصين و روسيا تصدّت له بعلم وصدق وانتصرت، بينما العالم الغربي حيث لا يوجد التزام ( تعدّد أحزاب) لا تمتّ للسلطة بصلة، لم تسيطر على المرض لأنّها لا تسيطر على الشعب عبر حزب واحد يلتفّ حوله الشعب، لذلك كان للفوضى في الشارع الدور في انتشار المرض وعدم السيطرة عليه وهذه هي أمراض الدول البرجوازيّة .السلطة مجرّد شرطيّ عند أصحاب رؤوس الأموال أمّا الرأي الشخصيّ وكأنّ المرض أداة حرب جديدة بديلاً عن حرب الصواريخ وأسهل فربّما من خلاله تفرض الهيمنة الاقتصاديّة والسياسيّة ، و لكنّها خسرت الرهان وانتصرت الصين ودول البريكس وأمريكا تقع في شرّ أعمالها ، مع أوروبا القارة العجوز بدءاً بإيطاليا ، هذا التهويل يبدو مفتعلا لغايات سياسيّة دوليّة الخاسر الغرب الأمريكيّ المتصهين.
*الدكتورة المخبرية صفاء حنا لم تقتنع بخطورة الفيروس موضحة أن هناك تهويلا شديدا ومبالغا فيه ولكل ذلك له غاية عند من اختلقوه لكن هذا لا ينفي تاثيراته, لذلك يجب الالتزام بالإجراءات التي اتخذنها الحكومة لمواجهته وأهمها الحظر الصحي الإلزامي الذي فرض على الجميع و قد جاء لصالحي من جهة أنني سررت بجلوسي مع أولادي وأحسست بنكهة خاصة أعادتني لأيام طفولتي يوم كانت اللمَة الحلوة للعائلة التي انحرمنا منها بسبب الأساليب الحديثة في التعليم واستخدام الانترنت المبالغ فيه عند البعض .ومن جهة ثانية تسبب الحظر بالضجر والملل ماأدى إلى التوتر .لقد كرهتنا الأرض والطرقات التي تعبت من قمامتنا ودور العبادة التي كنا ندخلها وكل واحد في قلبه حاملا هموم الدنيا أو الكره والبغض .وكذلك العمل الذي كان البعض يقوم به بدون إخلاص ورشاوى وسرقة ونهب أو لا مبالاة وقد يكون جاء كورونا في جردة حساب . وكل ذلك عند الله له الحساب .
*السيدة المعلمة أحلام ملحم رئيسة قسم المنهج الصحي في مديرية تربية طرطوس تجيب بالقول أن الكورونا هو جردة حساب وفوقه حساب والشرح يطول لهذه العبارة ، وتضيف أن هناك مبالغة وتضخيما إعلاميا مغلفا بالغموض ومع تضارب المعلومات والمعتقدات حول انتشار الفيروس انتشر الهلع والخوف بين الناس ولذلك كان الحجر في المنازل هو الأمر الأجدى للتصدي للفيروس رغم قساوة الحجر على الفرد والمجتمع والاقتصاد. طبعاً الحجر سيترك الآثار النفسية والاجتماعية على صعيد الأسرة وليس من السهل أن يمنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم والآباء إلى عملهم لتصبح الأسرة في حالة من الشلل الذي يغير نمط الحياة كلياً بالنسبة لكل فرد من أفراد الأسرة وخاصة الأسر الفقيرة مادياً وقد تنجم عن الحجر الكثير من الضغوطات والمشاكل ضمن الأسرة والمجتمع نتيجة توقف مصادر الرزق والحياة ،وبالنسبة لي أنا لم أشعر بالخوف والهلع لأنني أعي كيف أتصرف وأحمي نفسي ولدي المعلومات الكافية عن الفيروس وكيفية العدوى والوقاية وإنما أنا قلقة على الأطفال ليس من عدوى الفيروس وإنما من الآثار التي يتركها الحجر في نفوسهم لذلك أنا أدعو الأهل إلى التروي والصبر والحلم مع الأطفال لا بل تعليمهم كيفية التعامل مع الأزمة.
*سلوى عباس موجهة اختصاصية لمادة المعلوماتية ومنسقة للمادة في حمص رئيسة شعبة التوجيه الاختصاصي تقول :
من الطبيعي أن أكون مقتنعة بخطورة الفيروس ومدركة لأهمية الإجراءات المتخذة علما ان الحجر لم يختلف عليَ كثيرا لأنه ليس لدي متسع لكن في بعض المسؤوليات الخاصة تجاه أخواتي كان تأثيرها سلبيا .الانغلاق الاجتماعي من باب أنني ملتزمة بالدوام ومنه إلى البيت مباشرة ,لقناعة في داخلي أن البعد عن الناس فضيلة .ولم يعد خافيا على أحد أن ال كورونا واضحة أنها لعبة شريرة واضحة بأيدي مجرمين باتت مآربهم مكشوفة للجميع إن كان على المستوى السياسي أو الاقتصادي
*تأجل كل شيء..وقفة مع الذات
*نهاد أحمد حسين الموجهة التربوية للتعليم الأساسي في مديرية تربية طرطوس قناعتي بالموضوع قناعة نسبية بمعنى يخيل إلي أحيانا أنها مفتعلة من القوى الكبرى لأسباب اقتصادية تنافسية وأحيانا أخرى أراها جردة حساب وهزة من رب العالمين لنعود إليه من جديد فهو القادر والقاهر والضابط لأمور الكون ولا قوة فوق قوته ولا تسقط شعرة من رأس مخلوق إلا بعلمه وإرادته وإن كان هذا الفيروس قصة مفتعلة فأرادها آلله لنا. ويريد بنا حكمة من وراء ذلك .أما إسقاطات الحجر الصحي فقد ألمتني نفسيا واجتماعيا. لأنها حدت من تواصلي مع من أحب وأرغب. وأصبحت عقبة لي في تحقيق أهداف وغايات ونشاطات تربوية في مدارسي كموجهة تربوية وهذا أيضا مردوده سلبي في نفسي ونفوس المعلمات أصحاب النشاطات وصولا للتأثير السلبي في نفوس شريحة من تلاميذنا الغوالي إذ كانوا على موعد مع اللعب والغناء والتواصل المعرفي الثقافي وتمثيل ادوار تخص هذا الوباء وكيفية الوقاية منه والانتصار عليه ونشاطات أخرى تعزز دور الليرة السورية كعملة وطنية ورمز هويتنا وصمودنا .كل هذا تأجل وذهب إلى العام القادم بإذن الله . وتضيف قائلة أن هذا الوباء العالمي كورونا فيروس يجب أن لا نتعامل معه وكأنه شيء مرعب وكارثي كي لا يتملكنا الذعر وبنفس الوقت لا نستهين ونستهتر بآثاره وخطورته علينا الأخذ بأسباب الوقاية منه بالنظافة والعزلة والتغذية المتوازنة والاتصال المطلق مع آلله تعالى صاحب الجمال والكمال والمنال.. باختصار والكلام للسيدة نهاد هذا الفيروس وما خلفه من حجر صحي قسري قد يكون شكل وقفة لنا مع ذاتنا لنراجع أعمالنا خيرها و شرها ونتقي آلله في سلوكنا ونفعل خيرا كل يوم وبالنهاية نحمده ونشكره على الدوام فهو القائل لن يصيبنا إلا ما كتبه آلله لنا صدق آلله العظيم ومن كان مع الله كان آلله معه نرجو من آلله اللطف والرحمة والمغفرة والصحة والسلامة للجميع .
*هالة الجمل أمينة سر في مدرسة الخنساء لديها القناعة انه لا دخان بلا نار ومقتنعة أكثر أن هذا الفيروس منذ فترة كان مروره وليس هذه الفترة فقط ..والخوف هو من الموت الذي تعددت أسبابه وأصبح مستباحا.لكن موت الإنسان وهو حي أصعب بكثير من موته وملاقاة رب رؤوف رحيم ولاسيما ما نشاهده يوميا من كذب و افتراء وجشع وانعدام الرحمة والضمير. ما يحز بنفسي هو بعدي عن زملائي في العمل وأصدقائي أما بالنسبة لأولادي لم يتغير علي سوى القليل لأني بطبيعة الحال إنا عندي حجر أثناء الدوام المدرسي ودائما أكون بحالة استنفار. لا أنكر أنني أفكر بهذا الفيروس فقط من باب العدالة السماوية بحيث انه ابتلاء وموعظة لأنه ضرب ويضرب معظم دول العالم.و لا يفرق بين دولة فقيرة ومتخلفة و دولة غنية ومتطورة وكذلك بين إنسان غني وآخر فقير ولكن ما يحز بنفسي هو طفل محاط بالمعقمات وكافة الاحتياطات المتخذة لسلامته وآخر تلوث الكون على يديه ويبحث عن لقمة عيشه أو لديه عائلة غير مكترثة أو مقدرة لقيمته .
*نورا اسماعيل مهندسة ترى أن هناك أمراضا أكثر بكثير من التي نراها اليوم وتسبب الموت للناس الموضوع بات ليس من المرض ذاته وإنما من عواقب الموت والدفن حرقا أو أو عدم تشييعه وما نشاهده على الإعلام من تهويل وتخفيف للنتائج الكارثة لهذا الفيروس بغض النظر عن الشلل الذي أحدثه بفعل الإجراءات التي اتخذتها الحكومات للتصدي والحد من انتشاره على مستوى العالم .أغلب الدول تطالب مساعدات مالية لمجابهة المرض واغلب الدول تطلب رفع العقوبات ودول أخرى أعلنت الإفلاس.وهذا المرض لعبة اقتصادية بحتة بالنسبة للدول الكبيرة ولنا هو مأساة وليس السبب انه مميت وإنما لأننا في بلد محدود الإمكانيات . المرض موجود أكيد ولكنه غير مخيف ومرعب بالحد المزعوم.
*راوية شاكر.مرشدة اجتماعية : أنا مقتنعة منذ البداية أن الموضوع ليس مزحة والحجر يؤثر بالتأكيد على الجميع نفسيا و أغلب الأحيان لا يكون التأثير قويا. لكن عندما يخطر على البال أن أحدا نحبه أو نشتاق لرؤيته مثل الأهل والأحبة والأصدقاء يمكن أن يصاب أو يمكن أن نتسبب له بالإصابة حينها لا نشعر بقساوة الحجر. وال كورونا بشكل أو بآخر جردة حساب لنعرف ونتأكد إن الإنسان ضعيف و لا يمكن أن يقف إمام قدرة رب العالمين ويجب علينا التقرب من الله و نراجع حساباتنا بكثير من الأمور.
ونتذكر الروتين الذي لم يكن ينال إعجابنا وندرك أنه نعمة لم نكن نعلم قدرها .
*لمى محمود معلمة صف في مدرسة الخنساء باتت على اطلاع فيه أن كورونا طبيا وعلميا خطير وليس له علاج ولا دواء ويؤدي إلى الوفاة بعد فترة زمنية قصيرة ولكن الوقاية منه هي خير علاج فالحل بأيدينا لو أردنا الحماية منه.أما الحجر الصحي من الناحية النفسية لم يؤثر عليَ لأني إنسانة مؤمنة بقضاء الله ولم يخيفني الموضوع أبداً ولكنه زادني حرصا وانتباهاً على النظافة الشخصية والمنزلية ولكن ليس لدرجة الوسواس أما من الناحية الاجتماعية جعلني أعيد حساباتي بالتقليل من الازدحام والخروج فقط للضرورة حتى بعد فك الحظر وبالنسبة للنظافة فهي عادة طبيعية ولا ننتظر من أحد التنبيه على ذلك فالنظافة من الإيمان .وكورونا جعلني أعطي وقتا أطول لبيتي بحكم عملي كمعلمة لم يكن الوقت ليسمح لي بذلك رغم أنني بقيت متواصلة مع أهالي طلابي لتعويض الفاقد التعليمي .ففي هذه الأزمة ظهر فقط من نحتاجه فعلاً فلم يظهر غير الطبيب الذي يعالج مرضاه ويسهر طوال الأيام في عمله والصحفي الذي يسعى ليوصل بقلمه الحر معلومات صادقة عن هذا الوباء ومعلم يسعى ويكافح من أجل تعويض الدروس التي ضاعت على التلميذ وأتمنى من كل شخص يعيش حياته الطبيعية لأن الخوف و الحالة النفسية تضعف من مناعته مع التزامه بكافة القرارات وبقائه في منزله وعدم الخروج إلا للضرورة وكل شخص لديه القدرة المادية أتمنى مساعدة جاره أو أخيه أو صديقه ممن فقدوا عملهم خلال الحظر ولم يعد يستطيع تأمين الطعام لأولاده لنتراحم فيما بيننا ليرسل الله رحمته علينا جميعاً.
*قراءة الكتب وبناء المجتمع
*قمر الأسعد مهندسة تبدي قناعتها منذ البدابة بخطورته خاصة عندما بدأت أعداد الإصابات تتزايد بشكل غير منطقي وسريع بالصين بالنسبة لي الحجر بالبيت كان فرصة لإعطاء الأهمية لقضايا كنت قد أجلتها أهمها قراءة الكتب والاهتمام بقضايا مهمة لنا نحن الشباب وقد شغلنا الانترنت بالإضافة لقضاء وقت أطول مع الأهل والاستمتاع بهذا الوقت معهم والتقرب منهم أكثر.تضيف قمر بالقول :قضايا عدة يبدو أن الحجر قد أضاء عليها ومنها ضرورة إعطاء الأهمية لبناء المجتمع ومنه بناء الشخصية التي تتمكن لاحقا من مواجهة المستجدات على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتمتع بكثير من التفاعل والمرونة مع هكذا مستجدات .ولا نغفل هنا دور الإعلام الذي لعب ويلعب دورا فعالا ومؤثرا في هكذا حالات .فالنسبة لي وعبر متابعتي اليومية لما تم تداوله إعلاميا عبر أغلب الوسائل الإعلامية وبالذات الغربية والعربية فقد كان مخيفا مرعبا أكثر من كونه توعويا .بمعنى آخر عمل الإعلام الغربي على ترهيبنا أكثر طبعا الهدف مكمِل للخطة المنوطة التي من ورائها أرادت أميركا تنفيذها وتعميمها عالميا عبر نشر سموم الفيروس في سماء العالم .