ينشغل العالم بوباء عالمي، لم يشهد له مثيلاً ما بعد الحرب العالمية الثانية. لم يوجد له حتى اللحظة دواء أو لقاح، لكن الوقاية منه أسهل من أن يتذمر منها الإنسان، ماء وصابون، هي النظافة التي تقضي على فايروس الكورونا، الوباء المحير للأطباء.
ولأن شعبنا العربي في سورية تعوَّد النظافة التي هي شطر من الإيمان الذي يملأ قلب أفراده. كانت سورية من أواخر الدول التي دخلها الفايروس وبدأت الحكومة بعد الشك من إصابته، باتخاذ تدابير احترازية سريعة.
للأمانة استجابة المواطنين كانت متفاوتة بين ملتزم بالتعليمات الصحية في العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي، واستخدام الكمامات عند ضرورة الخروج من المنزل. وبين مهمل في حماية نفسه وأسرته، ومع بلوغ عدد من حُجِرَ عليهم صحياً إلى ألفين ونيف، بين القادمين من خارج الحدود بشكل نظامي ومخالطيهم، وبعض من دخل بشكل غير شرعي ومخالطيهم، إلا أن الحالات الإيجابية للمرض مازالت قليلة، وشفاء بعضها بتزايد. وعدد الوفيات المثبتة لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
نتيجة تلك التدابير الاحترازية، ونسبة الالتزام، أخذت الحكومة كما في الدول التي استطاعت تطويق الوباء، وتحجيم سرعة انتشاره، إعادة الحياة لبعض المرافق العامة، والأعمال الخاصة للمواطنين، تدريجياً وفق جدولة تحفظ سلامة الجميع وأمانهم. أملاً بتجاوز المحنة، فكثيرون الذين عملهم اليومي سر معيشتهم وسَترهم.
لكن المشهد في كثافة المواطنين في بعض المرافق العامة، كالأفران ومنافذ بيع المواد التموينية، وبعض المحال التجارية، ما يؤذي نظر من يعي خطورة الازدحام وعدم الحرص على المسافات الآمنة بين الأفراد، من دون استخدام الكمامات الواقية.
في واقع الحال نحتاج إلى بعض الشدة والتشدد؛ في القرارات العقابية لبعض المحال والأفراد المخالفين للقرارات. عندما لا يؤدي التساهل والتبسط؛ الغرض في الالتزام لابد من التشدد، وتوقيع العقوبات الرادعة. الأمر ليس بمزحة، قد تزداد أعداد المصابين، فالتزايد يخضع لمتوالية نتمنى ألا نصل للحظة لا ينفع فيها الندم.
نحتاج لنشر كثير من الوعي يمارسه كل واعٍ في أي موقع يكون فيه، يسدي النصح لمن لا يتسم بوعي كافٍ، للالتزام بتطبيق القواعد الصحية. حقيقة إن المواطنين اشتاقت إليهم الشوارع والمحال والحوانيت، لكنها قَطعاً تحب أكثر أن يكون الجميع بتمام الصحة والعافية، هي لا تحتاجهم مرضى، ولا تود أن تفقدهم للأبد.
عندما نفقد السيطرة لا قدر الله على انتشار الوباء، بسبب من يلقون بأنفسهم إلى التهلكة.. بغير وعي، ومن يستهترون بالتقيد بأساليب الصحة والسلامة، سنصل إلى ما لا تحمد عقباه.
السيطرة على الكورونا بدأت في كثير من دول العالم لكن النتائج الإيجابية مازالت قيد الدراسة. ولم تصل مراكز الأبحاث للقاح أو دواء ناجع للآن.
ولحين الوصول إلى دواء أو لقاح؛ وزمن ذلك غير واضح أو معروف، الخشية من انتكاسات للوباء مازالت حاضرة، حينها تصعب السيطرة عليه وتكون النتائج كارثية كما حدث في إيطاليا وإسبانيا واليونان. الأمر يبقى رهين الوعي بتطبيق التدابير الاحترازية من المواطنين، حرصاً على سلامتهم وأحبتهم.
أما التشدد بقرارات حكومية، وإنزال عقوبات زاجرة، فهو أمر مفيد، يجعل الغير أكثر حرصاً على التقيد بالتدابير. ووضع لوائح وجداول تحافظ على التباعد الاجتماعي، وتمنع الازدحام الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية تُخرِجُ الأمر عن السيطرة.
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش