ثورة أون لاين – حسين صقر:
كلنا يعلم أن مفرزات الحرب العدوانية التي افتعلتها الدول الغربية في سورية كانت أكثر من أن تعد أو تحصى ولكن نحن كمجتمع، وحسب المشاهدات اليومية ساهمنا ربما بمفاقمة تلك المفرزات وانتشارها، ولم نقلل منها، ولاسيما بعد انتقال أعداد كبيرة من الأسر والعائلات للعيش في أماكن أخرى هرباً من جرائم المجموعات الإرهابية وممارساتها.
السواد الأعظم من تلك الأسر لم يكتف بما ساقته إليه الظروف المأساوية نتيجة الحرب الظالمة ، ولم يراع ظروف البيئة الجديدة التي انتقل للعيش بين أفرادها، وخاصة أن أسلوباً معيناً في العلاقات يمارسه مع الآخرين والمحيط الذي نشأ فيه، وحياة خاصة اعتاد عليها، وبالتالي لن تهمه راحة المجتمع الذي انتقل إليه، ولذلك ترك عقال تلك العائلة منفلتاً، وحبل أطفاله على الغارب، دون أدنى شعور بالإحساس تجاه من يجاورهم.
ولهذا نرى ونلمس تلك الإزعاجات اليومية المتكررة، وأن الغالبية تشكو، لكن دون آذان مصغية من بعض المعنيين بالأمر ، وكأنه لا قانون يحكم هذا المجتمع،فأينما توجهت ترى تجمعات المراهقين وممارساتهم السيئة وإزعاجهم المتكرر دون أدنى توجيه من الأهل أو توبيخ، وعندما تلتقي ذويهم، يقولون: إن لهذا الطفل طاقة يريد تفريغها، ولايوجد متسع في المنازل والبيوت لتفريغ تلك الطاقة.
والسؤال إذا لم يكن هناك مكاناً يتسع لشغبهم وشقاوتهم، هل ترسلهم إلى الشوارع والطرقات والحدائق العامة المخصصة لتغيير الأجواء بشكل راق وحضاري، والطمع بأخذ قسط من الراحة بعد عناء اليوم لممارسة ثقالتهم على الآخرين؟ أم تتركهم عرضة للسيارات المسرعة والدراجات المتعددة وأرباب السوابق؟ أم حري بك للبحث عن مكان يحتويهم بشكل منظم، كالنادي مثلاً أم الدورات الرياضية كالسباحة، والمفيدة كالموسيقى، وتعليم المهارات الأخرى؟يشكل عام بغض النظر عن الظروف الحالية الطارئة .
وما يزيد الطين بلّة ظاهرة اللعب بكرة القدم أو الطائرة وغيرها بين السيارات وفي ممرات البنايات وأسطحها، دون إدراك الأهل للمخاطر التي تترتب عن ذلك، هذا فضلاً عن تجمعات اليافعين والمراهقين في الأماكن الخالية والمزارع المحيطة بالمناطق السكنية، والحدائق المهملة من البلديات وغير المنارة، والتسبب بترهيب وترويع الناس المارة العائدين من عملهم أو دوامهم الدراسي في وقت متأخر او قبل ذلك.
ظاهرة إزعاج الآخرين التي تبدأ برفع صوت المسجل أو مضخم الصوت، ولا تنتهي بفتح اشطمانات الدراجات النارية، واللعب والتجمعات في الطرقات حتى وقت متأخر من الليل باتت بحاجة لحلول رادعة، وتعاون من السلطات المختصة في مختلف الوزارات سواء في الداخلية، أو الشؤون الاجتماعية والعمل، والتربية، بالإضافة لتعاون الأهل الجدي، وتوعيتهم عن المخاطر الناتجة عن أذية وإزعاج السكان والزوار والمقيمين، وخاصة أننا نعيش ظروف معيشية واجتماعية صعبة، تجعل الشخص منا ينرفز لأبسط الأسباب، فكيف إذا كان هناك سبب مهم كهذا.
والغريب في الأمر أنه ورغم الإجراءات الاحترازية المتخذة لتخفيف آثار وعدوى مرض كورونا، نجد أن هذا النموذج من الأولاد والشباب نفسه في كافة الظروف، وهو من لم يتقيد حتى بإجراءات الحجر المفروضة.
فعاليات اجتماعية كثيرة تناشد المعنيين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيجاد حل لأولئك، وتطبيق القوانين والتشريعات التي تفرض عليهم الالتزام في المنازل، ومراعاة راحة الأهالي، انطلاقا من مقولة: تبدأ حريتك عندما تنتهي حرية الآخرين.