ثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
صورة النبيل الذي يُقارع الظالم منتصراً للمظلوم وللحق رافضاً الضيم وإن جاء ذلك على حسابه، سبق أن قُدمت في الكثير من الأعمال المختلفة العربية والعالمية، كل يتناولها وفق منظوره ورؤيته شكلاً ومضموناً، ولعل من أشهر تلك الشخصيات التي ترسخت في الذاكرة الجمعية (روبن هود) و(زورو)، وفي التاريخ العربي العديد من الحكايات التي تندرج ضمن هذا الإطار، ولكن ما يمايز فيما بين تلك الشخصيات الشكل الذي تُقدم فيه والحكاية التي تُطرح من خلالها والتفاصيل التي تغني الشخصية وتجعل لها خصوصيتها.
واليوم يقدم الفنان سعد مينه شخصية تحاكي هذه الصفات بشكل أو بآخر، مكتوبة بعناية كبيرة لتأخذ حيزها ويكون لها دورها الفاعل ضمن أحداث مسلسل (بروكار)، هذا الدور الذي بدا واضحاً منذ المشاهد الأولى للمسلسل، فهو (الهمشري) الذي يسعى بطريقته إلى إذلال المحتل الفرنسي بذكاء وحنكة وقوة، يقف إلى جانب المظلوم بشهامة وأنفة، وقد ظهرت فرادة الشخصية إن كان عبر شكلها الخارجي (مكياج ، ملابس..)، أو عبر خطها الدرامي ومنطوقها وحواراتها وطبيعة علاقتها مع الأم الحنون والأخ الظالم وأهل الحارة، فهي لشاب وطني مُحب لبلده، يرفض الظلم، ويقرر أن يكون له دوره في مقاومة المحتل الفرنسي، وإلى جانب هذا الخط هناك خط آخر يرتبط بأخيه الذي استفرد بإرث أبيه تاركاً أخاه وأمه في حالة من الفقر.
المسلسل الذي تدور أحداثه عام 1942، إخراج محمد زهير رجب وتأليف سمير هزيم، استطاع أن يحفر فيه الفنان سعد مينه لنفسه مكاناً متقدماً من خلال شخصية تحمل الاختلاف، يقدمها بكثير من الحب والمتعة، فقام بإيجاد المعادل الفني لها عبر البحث عن مفرداتها وآلية التعبير وإيقاعها لتقديمها بروح تحاكي تفاصيلها وما تزخر به من سمات، وجاء اختياره لتأديتها ليضعه في مكانه الصحيح، فعلى الرغم من النجاح الذي حققه في مختلف الأدوار التي قدمها على تنوعها، إلا أن هذه النوعية من الشخصيات يستفز الفنان ليُخرج ما بداخله ويذهب معها إلى النهاية، حتى على صعيد الفعل الداخلي والإحساس، وهذا ما بدا أنه يقوم به بإتقان وحرفية منذ الحلقات الأولى.
وإلى جانب مسلسل (بروكار) يطل الفنان سعد مينه على الجمهور خلال الشهر الكريم بدور (أبو فادي) في المسلسل الكوميدي (حركات بنات) إخراج محمد معروف وتأليف سعيد حناوي.