الثورة-عبير علي:
تحضيرات مكثفة استعداداً لعرض مسرحية الموندراما “سقوط الحصان”، المقرر تقديمها يوم الأربعاء القادم في نادي الرابطة الأخوية بحمص، من تأليف المسرحي الراحل فرحان بلبل، إشراف وإعداد وأداء عبد الكريم عمرين.
وفي تصريح لصحيفة الثورة، تحدث عمرين عن أهمية العمل وأسلوبه في استخدام مسرح الطاولة، وقال: “الهدف الرئيسي إحياء اللغة وعلاقتنا بها، وما تنتجه من معاني وأخيلة وجمال داخلي، بعد أن سرقت الصورة خيال الإنسان وتفكيره في السوشيال ميديا والإعلام”.
ولفت إلى أن العرض المسرحي “سقوط الحصان” يضيء على تجربة إنسانية عميقة في زمن الصراعات، متناولاً تأثيرات الحروب على حياة الناس، فالحرب في أي مكان بالعالم تترك آثاراً قاسية وتحول حياة الأفراد إلى جحيم وتغير مساراتهم بشكل جذري.
وتمثل شخصية “شاكر أبو مهند” في المسرحية أحد هؤلاء المنكوبين، حيث انقلبت حياته رأساً على عقب جراء جنون الحرب. وفقد ثروته كتاجر كريستال، كما فقد زوجته وابنه مهند وابنته إلهام بسبب القصف.
ورغم أنه لا يعرف الفاعل ولا يهمه معرفته، إلا أنه بات بلا مأوى ولا دخل.
يتناول العرض أيضاً تأثير الحرب على صديقه الدكتور عماد وأستاذه في كلية الفلسفة، الذي أحيل إلى التقاعد بعد أن فقدت قيمه وأفكاره المعنوية مكانتها في المجتمع.
وعلى الرغم من مكانته الأكاديمية وتاريخه التربوي، إلا أنه لم يكن بإمكانه الاستمرار في سلك التعليم الجامعي، مما جعله يعاني من رض نفسي بعد انهيار القيم الفكرية والأخلاقية التي آمن بها ولقنها لطلابه.
تمثل “سقوط الحصان” نبذة عن الألم الجماعي الذي يعاني منه الناس في زمن الحروب، وتدخل في إطار تقديم مشهد إنساني مؤثر يعكس واقعاً مأساوياً.
عبد الكريم عمرين ممثل مسرحي، انطلق من مسرحيتي “زوار الليل” و”العيون ذات الاتساع الضيق” إخراج فوزي السيد عام 1969 في نادي دار الفنون، تعاون مع فرحان بلبل كمؤلف ومخرج في عدة مسرحيات، كان عضواً مؤسساً لفرقة المسرح العمالي بحمص تحت إدارة الراحل فرحان بلبل، كما ابتدع مفهوم “مسرح الطاولة”، شغل منصب مدير المسرح العمالي في سوريا لمدة أربع سنوات، وترأس لجان تحكيم، وله عدة مؤلفات.