بعد الحرب والوباء هل نعيشُ في جِلدنا؟!..

ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:

سؤالٌ دفعني إليه ما نعيشه في زمنٍ توالت فيه الحروب والوباءات والخيبات، وهستيريا قوَّاد الشرور والأحقاد.. توالت وتفاقمت بطريقة جعلتنا نبحث عن مكانٍ آمنٍ لا يُهدد حياتنا ووجودنا، وكذاك الذي أشار إليه الكاتب الإيطالي “كوزريو مالابارته” في روايته “الجلد” التي رأى فيها بأن “أوطاننا هي جلودنا”.

رأى ذلك، بعد أن عاش فترة صعود الفاشية في إيطاليا، والنازية في ألمانيا، ثم سقوطهما بعد الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها 50 مليون إنسان، والتي فضح بعد انتهائها أكاذيب الحلفاء وادّعاءاتهم التي تسلحت بالحرية والديمقراطية والحقوق الإنسانية.

فضح كلّ ذلك، عبر نصٍّ روائي أثبت فيه بأنهم جميعاً لصوص وقتلة وتجار حياة، وبأن ما اقترفته جيوشهم “الأميركية والبريطانية” في مدينته “نابولي” فاق في بشاعته، بشاعة ما خلّفه يومها وباء الطاعون الذي لم يكن أكثر خطورة من هذا الجيش الذي تمادى في انتهاكاته..

حتماً، ليس هذا ما جعلني أستعيد ما قرأته في تلك الرواية، وإنما ما فيها من دلالاتٍ على الانهيار والدمار والتشظي الكامل، وليس للدولِ فحسب، وإنما أيضاً للنفس البشرية، والقيم والأخلاق في العالم كله.

لا شك أنه الانهيار الذي يعود سببه إلى مطامع أميركا التي كانت ومازالت توهم العالم، بأنها الرمز الحضاري الأقوى.. العالم ذاته الذي لا بدّ أن يسارع ولدى شعوره بخطر هذه الدولة عليه، للدفاع عن وجوده ومواجهة غطرستها بطرقٍ شتى.

نتوقف هنا لنسأل: كيف بإمكان الإنسان أن يواجه كلّ هذه الغطرسة والهيمنة والإجرام والدمار؟.. كيف بإمكانه أن يقي نفسه ووطنه شرور هذا العالم الذي بات جحيماً يَعد بالمزيد من الاحتراق والموت والانهيار؟..

ربما نجد الجواب لدى “مالابارته” الذي رأى بأن على هذا الإنسان أن يعيش منعزلاً عن هذا المحيط وعن آثار الحروب والأوبئة التي أنتجتها شراذم متسلطة، وكائنات انتهازية تضخمت أناها المتسلقة.

قد تكون فرصة لجعل الإنسان يعيش الأمان والطمأنينة التي أفقدهما إياه جنون عالمٍ يغرق بخيباته، وهو ما نعيشه في عزلتنا التي دفعت كلّ منا للبحث عن سلامته عبر التكور في ذاته..

يبدو بأن هذا ما علينا أن نفعله في زمن الحروب الآثمة والفجائع الصادمة. الزمن الذي غير ملامح العالم فبات مسكوناً بالعدم، والذي اضطرّ الإنسان للبحث عن مأمنٍ لحياته، بعد أن أغرقه بكلِّ ما أدى إلى انفصامه وتشظي حياته.

هي رؤية كابوسية وواقعية وقاهرة، تماماً كرؤية “مالابارته” الذي جعلنا نتحسّس جلدنا بحثاً عن مأوى لنا.. مأوى آمنٍ يقينا أوبئة زمن قذر ويُنذر، بما يجعل حياتنا مهددة بالهلاك على أيدي المختصين في تحويل الإنسان إلى سلعة أو آلة غير منتجة بل مدمِّرة..

هذا ما باتت عليه رؤيتنا لما نعيشه ونشعره استمراراً للصراع الدامي الذي شهدته البشرية على مرِّ العصور، الصراع الذي أرادت منه الهمجية الأميركية والغربية السادية، استعباد الآخر وسلبه حريته وحقوقه وثرواته وحياته..

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة