في النفاق الأميركي والدجل «الجهادي»

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : ليس من باب المصادفة، أن يتزامن بيان ثلة ممن يسمون علماء الأمة متخماً بالدجل، مع بيان آخر يصدر عن البيت الأبيض طافحاً بالكذب والفبركة، ليقدما معاً صورة مغرقة في دونيتها السياسية والأخلاقية والشرعية والفقهية.

ولا هي من زاوية العبث السياسي أن يتلاقى الاثنان، رغم الفرضية التي كانت تتحدث عن استحالة الجمع بين «منافقين» على الخط ذاته، حيث تصبح فبركة النفاق مقدمة لترويج مقولات الدجل.‏

قد لا يكون مفاجئاً أن يستدرج الخطاب الظلامي الأمة إلى هذا الحضيض وأن يجترّ أكاذيبه من قاع عصور الانحطاط، وقد لا تكون هناك ألغاز في انحدار الخطاب الأميركي إلى هذا المستوى من الفبركات الضحلة، وغير المقنعة حتى للأميركيين أنفسهم.‏

لكن يبدو لافتاً أن يبني هذا وذاك «حجته» على ما يستقوي به الآخر وما يعزز من حضوره في لعبة شدّ حبال الإرهاب بهذا الشكل الفج، بحيث لم تعد هناك محظورات، ولم تعد هناك حواجز بين الأميركي وعلاقته بالإرهاب، وبين الخطاب الديني الظلامي الذي يستل خناجره ليطعن الأمة والإسلام، في سبيل نصرة الأميركي والفرنسي والبريطاني، تحت الراية الإسرائيلية بمسميات «الجهاد».‏

فرغم أن المنطق كان أولى ضحايا النفاق الغربي، كما هو ضحية الدجل «الجهادي» ومنابر الفتنة، فإن محاولة الاحتكام إليه بهذه الطريقة الممجوجة، يفتح السجال ويشرع الباب أمام تقاطعات في الجبهة التي تشعلها اليوم تلك الأطراف ذاتها، التي ما فتئت تعمل على إغفال وجود المنطق وحتى النظر إليه في مقاربات نضجت في المطبخ الإسرائيلي، لتوزيع أدوار محافلها الجديدة وهي تتباهى بتبريكاته.‏

في المبدأ، يبدو أن التجيير السياسي الذي يحضر وهو يستل تقارير استخباراته الجاهزة حسب الطلب، ويقف الإعلام والدبلوماسية بانتظار القطاف الأخير تحت مسميات تختلف في العنوان لكنها تتطابق في التفاصيل، لا يكتفي بما أحضرته فتاوى القتل والإرهاب المصنع على الطريقة الأميركية، بل يُشرع مباشرة في تطعيمه بخبرات استعصت على الأميركي، فكانت بوجه بريطاني ولبوس فرنسي بوابة جديدة تعيد من خلالها مشيخات الخليج تجديد أدوارها واستنساخ محاورها بناء على فتح جبهات جديدة وقودها الفكر التكفيري، وأدواتها ووسائلها بيانات البيت الأبيض المتلونة حسب الحاجة والرغبة.‏ فالذرائع التي كانت مطلوبة أميركياً على المقاس الإسرائيلي للخروج من عنق زجاجة رسمتها مسبقاً التصريحات المتسرعة، وحددت أفقها احتياجات أدواتها في المنطقة للحفاظ على ما تبقى لها من رصيد يتبخر أمام تسارع الأحداث، وانهيار منظومة الكذب القائمة على المهل والتواريخ، فكان لا بد من منظومة أخرى تتكامل فيها الأدوار وتتقاطع المهام، بحيث تشتعل فيها الجبهات جميعها.. من السياسة إلى الإعلام.. وصولاً إلى «الجهادية».. مروراً بالاستخبارات.‏ ورغم أن البناء على التقارير الاستخباراتية كان حتى وقت قريب غير مقنع بعرف الإدارة الأميركية، فإن العمل بمقتضاه لرسم مشهد المواقف المتواترة، يعكس حجم التآكل في مصداقية الحديث الأميركي، رغم أنه من الناحية العملية كافٍ للتغطية على انزلاقات السياسة الأوروبية وتهور أتباعها في المنطقة، وإعادة صبّ النار على الزيت عبر مواقف تحاكي بدائية دبلوماسية امتعض منها أصدقاؤها قبل أعدائها، وأربكت حلفاءها قبل خصومها.‏ وعلى الخط الموازي له، كانت الرسائل العاجلة التي خطتها مواقف الدجل من أدعياء الإسلام، استكمالاً لما عجزت عنه بيانات البيت الأبيض، وتغطية مكشوفة لعيوب المجاهرة بالشراكة التي اقتضتها الضرورة، سواء عبر النفخ في قربة الكيماوي المثقوبة، أم من خلال فتاوى الإرهاب والقتل، وسط ضجيج لم ينتهِ للتغطية على الهزائم التي تنتظرها في كل الاتجاهات، وصخب يتزامن مع محاولة تأجيل الاعتراف بفشل مزدوج على كل الجبهات التي أشعلتها مرتزقة المال وأجراء السياسة.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية