الملحق الثقافي:نبوغ محمد أسعد:
«صادق هواك» هي مجموعة شعرية للشاعر سليمان السلمان صدرت عام 2020 تحمل خلجات كثيرة، تعكس حالات اجتماعية وإنسانية، تؤدي هذة الحالات إلى تجذير الهوية الوطنية مما يدل على وجود انفعالات عاطفية صادقة، تشتعل في المجموعة لتشكل بنيات شعورية تصل إلى نصوص شعرية محتفظة بأسسها ومنهجها.
الشاعر متوثب باتجاه الحقيقة، وبرغم ظروف تعايش معها في زمن مر، قاس على الجميع، راح يحرض على احترام الشخصية الفردية والجماعية، ليكون المجتمع الذي ينتمي إليه في قمة ومقدمة من يحفز حقه وكرامته.
قصيدة «إعصار» التي جاءت في سياق الاندفاع الشعوري تحمل في حركتها الانفعالية الوجدانية، المعاني الإنسانية التي انبثقت في سياق تأثره بما يراه ويعيشه، وهذه المعاني تداعت مع نغمات موسيقية مترادفة ومتجددة أيضاً لكنها مرتبطة جداً بجذور الأصالة الشعرية، فيقول:
ظمأى جراحك فاسقها نارا
واستبدل الأنات أشعارا
لا ينفع الجرح الذي وثبت
نبضاته أن يرفض الثارا
ونجد أيضاً في ديوان الشاعر «صادق هواك» باقة ليست بالقليلية من نصوص شعر التفعيلة التي يعتمد فيها على تغيير كلي في حركة النغمة الموسيقية، واعتمادها على تفعيلة يأخذها الشاعر من أصلها في بحور الخليل ويدعم هذه التفعيلة الموسيقية باهتمامات أخرى يمكن أن تعوض عن الشطرين وقد تتفوق أحياناً في العذوبة والجمال خلال التعاطي معها.
قصيدة أبو تمام في المجموعة هي الأخرى تقدم وثيقة شديدة القدرة على تسليط الضوء المبهر حول هوية الشاعر، فتؤكد أنه ذاهب إلى وطنه، بكل الإيحاءات والدلالات والمعاني القادمة من بوح روحه، وحركات عواطفه وتجلي وجدانه.
فقال عندما حطم الارهابيون تمثال أبي تمام:
ترانيم روحي.. واصلت في أنجما
أطللت على أفق؟؟ به الدم هاطل
وواصلني دمعي فكيف ألومه
وفي مستراح المجد.. ألقى كواسرا
وتتنوع في المجموعة الآلية البنيوية التي يتجه بها الشاعر صوب موضوعه المنشود بسبب سيطرة الموهبة على العاطفة فتدفعها إلى الإيعاز الأخلاقي، فيكتب الشاعر نصاً تفرض شكله الحالة التي تلبسته، فأوجدته إلى جانب الورقة كقوله في قصيدة لا تكسروا الحصار:
لا تكسروا الحصار
اكسروا قيودكم
فكلكم محاصر
خطوط سيركم
حروفكم والكتب والمنابر
خطاكم العجفاء والمعابر
ما عندكم درب لكم
جميعها تودي بكم
تفرقوا واجتمعوا
قراركم مصادر.
ونذهب في شعاب المجموعة الى قصيدة «أسألكم» و»صباح دنيا» وقصائد أخرى فنكتشف أن الشاعر لا يقف عند هم واحد أو أمل واحد فهو صاحب حضور إنساني كلما أراد الوطن وكلما شاءت الق صيدة.
فيقول في قصيدته صباح:
فخرجت من صمتي إليك
يا حالماً مثلي
بأطيار.. تنام
في مسارات الغمام..
وأصيح… خذني
لا عليك
سأبدل الحزن القديم
جنون أغنية على ثغري
وأطلق في ضياء الشمس
أجنحة السلام.
التاريخ: الثلاثاء19-5-2020
رقم العدد :999