ثورة أون لاين – ميساء العجي:
الاحتفال بالعيد له طعم ونكهة مختلفة عن بقية الأيام السابقة فلا بد أن نجعل منه مناسبة قيمة جداً لدى أفراد العائلة والسعي لإخراج أبنائها من الروتين المعتاد التي كانت تعيشه في السابق.
فالاحتفالات العائلية بالأعياد وبالمناسبات الاخرى كأعياد الميلاد وغيرها ضمن الأسرة الواحدة له أهمية كبيرة من ناحية النمو العاطفي للأطفال والسبب بذلك يعود إلى أن هذه الاحتفالات تنبع من داخل الأسرة فهي، تبني وتدعم العلاقات الأسرية كما أنها تعد لحظات مميزة في حياة كل فرد وخاصة الأطفال فهم الذين يشعرون بالراحة والسعادة والرفاهية في الاحتفالات وبالأعياد العائلية أيضاً كونها المناسبة الوحيدة التي تجتمع بها الأسرة دون أن يكون هناك أي نوع من المشاغل يجعلها تتجه إليه.. فنجدها تتمتع بالاسترخاء وتنشر السعادة التي تعم المنزل وتجعل الجميع يتصرف براحة وتلقائية بعيداً عن التوتر والمشاحنات التي كانت بسبب ضغوط الحياة اليومية من عمل ودراسة وأعباء مختلفة تعاني منها ربة المنزل خاصة الأطفال..كما أنها تمتن أسس القيم العائلية وتزيد من الترابط الأسري.
غيثاء التكروني آنسة مختصة بعلم النفس تقول إن طقوس الأعياد والاحتفالات توفر شعوراً بالهوية والانتماء وغالباً ما تثير مشاعر قوية بين أفراد الأسرة الواحدة ويجب أن تستغل في إثارة المواضيع المهمة التي تتم مناقشتها داخل الأسرة الواحدة للتعارف فيما بينها أكثر كما تسهم بنقل القيم العائلية والتاريخ والثقافة من جيل إلى آخر .
وتوضح التكروني أن العائلات لها تقاليد مختلفة عن بعضها البعض فكل عائلة تختلف عن الأخرى وكل واحدة لها مناسباتها الخاصة التي تعيش عبرها أفضل الذكريات التي يعتز بها الجميع ويسعون إلى استمراريتها والحفاظ عليها.
إلا أن قضاء عطلة عيد الفطر كاملة مع الأسرة وداخل المنزل لها طابع خاص لكل أسرة على حدة، لذلك يجب أن تسعى الأسرة إلى جعل أيام العيد شيئاً فريداً في مخيلة أبنائها.
فقضاء وقت الأعياد للأسرة مع بعضها البعض يسهم من اكتشاف اهتمامات أبنائها والمواضيع التي تبهرهم كما تتيح للآباء والأمهات الاستمتاع بأكثر وقت ممكن معهم.
وتبين التكروني أنه يجب ألا يتم التركيز بهذه الاحتفالات على المظاهر والشكليات التي تحتاج إلى الإنفاق أو البذخ بقدر ما يجب التركيز على الهدف السامي منه والمحافظة على قيمه المعنوية التي تتمثل في تجمع العائلة كاملة وترسيخ لم شمل الأسرة فيما بينها بعيداً عن الكمبيوتر والأجهزة الذكية التي غدت اليوم تحتل مساحة كبيرة من حياة كامل الأفراد.
كما أن الاحتفالات هذه لها أهمية كبيرة عند الأطفال فهي ضمانة للحفاظ على هذه التقاليد عندما يكبرون فتصبح جزءاً من حياتهم بعد فترة طويلة من الزمن فيكون لديهم اهتمامات خاصة بهم وأصدقاء يلتقون بهم وأماكن يذهبون إليها بالإضافة إلى وقت جيد لآبائهم وأمهاتهم.
وتؤكد التكروني أنه من الضروري الحفاظ على التقاليد الاحتفالية للأعياد فبرغم بساطتها إلا أن أهميتها المعنوية كبيرة فهي تحافظ على تماسك الأسرة وجعلها موحدة فيما بينها الآن ومستقبلاً، أي ستجد شيئاً مشتركاً فيما بين أفرادها وهو المناسبات والذكريات التي تربطهم مع بعضهم البعض وتعيد إلى أذهانهم حلاوة الأيام الماضية فيسعون دون أي تفكير لأن يجعلوا أبنائهم يعيشون هذه الأحلام بكامل تفاصيلها ويشجعونهم على ألا تمر أيام الأعياد كبقية الأيام إنما يكون لها وقع خاص جميل وممتع عليهم وعلى أبنائهم، بكل حب ما يجعل انسحابهم من هذه الحياة أمراً مستحيلاً.