فلسفة الحكمةِ.. الباقية مناعة للأزماتِ الوبائية

ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:

لكلِّ إنسان رؤية خاصة، تعتمد على العقل في تحليل وفهم الأزمات التي تحيط بعالمه ومجتمعه،لكن هناك فرقٌا كبيرا بين تحليل وفهمِ العقل العادي، وتحليلِ وفهمِ عقل المفكِّر الذي يبحث في أسباب هذه الأزمات، وفي نتائجها وانعكاساتها، وصولاً إلى رؤى ناجمة عن وعيه وحكمته.. 

مثلاً، الأزمة الذي نعيشها اليوم، هي انتشار وباء قتلَ الآلاف من الناس في مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن الخسائر التي سبَّبتها العزلة، وتأثيراتها على كل نواحي الحياة.
يفهم الإنسان العادي هذا الحدث، ضمن اللحظة التي يعيشها، أو حسب ما يسمعه من تحليلات وآراء أغلبها يدورُ في عجزِ أو ضآلة أو آنية فكرته.. أما العقل المفكر والواعي، فيسعى إلى التأمل فيه بحكمة تستحضرُ ما عاشته البشرية في العصور المنصرمة من حروب وأوبئة، رغم خطورتها على الحياة والإنسان، إلا أنها انتهتْ دون أن تنتهي مخلفاتها التي جعلت البشرية على موعد دائم مع الموت. لكن بطرقٍ متطورة، وأسلحة أشدُّ فتكاً وخطورة..
هنا، الإنسان العادي يعيش في حالة خوفٍ شديد تدفعه إلى حماية نفسه، أما الحكيم الواعي، فيتعمق في فهم الحياةِ وآلامها، إلى أن يُدرك ما أدركه الفيلسوف الألماني “نيتشه” بقوله: “أنا أعرف الحياة معرفة جيدة لأني كنتُ على وشك فقدانها”.
إذاً، كلّما تفاقمت آلام الإنسان ارتقت أفكاره.. هو رأي هذا الفيلسوف الذي كان يشعر ورغم معاناته من مشكلات صحية، بأن ضراوة المرض وتفاقم الآلام، يجعلان الإنسانَ أكثر قدرة على تذوق الحياة بشكلٍ أفضل، وبأن “الأزمات القاسية مثل حمامات السباحة الباردة، علينا دخولها والخروج منها بسرعة كبيرة”..
كُثر من الفلاسفة سعوا إلى ماسعى إليه “نيتشه” في دعوته بأن نبعد الألم عن أنفسنا والمعاناة عن حياتنا، وبأن نتخلص من الخوف ذاته الذي كان شعب “أثينا” قد أصيب به، عندما اجتاحها “الطاعون”.
كُثرٌ سعوا إلى ذلك، ومنهم “أبقراط” و”سقراط” الذي تغلب على الوباء، وكان يرعى المصابين حتى وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة…
أيضاً، المؤرخ “ثيوسيديدس” الذي قام بتسجيل ما عايشه وعاصره من حوادث، دوّنها بشكل دقيقٍ وكفيل بجعلنا قادرين على مواجهة أزمات وأحداث مماثلة.
تتوالى هذا الأزمات، ويتفاقم الخوف من حروبٍ وكوارث جعلتنا في حالة ترقبٍ منفعل ومخيف..
إنه ما تناوله الفلاسفة الرواقيين بحكمتهم: “ما يهم ليس ما يحدث لك، وإنما الكيفية التي تستجيب بها لما يحدث”.. حتماً، هي دعوة إلى إراحة العقل وانضباطه للتغلب على الخوف. دعوة الفيلسوف الروماني “سينيكا” الذي وثقها في مراسلاتٍ ينصحُ فيها صديق:
“أنصحك ألا تكون تعيساً قبل حلول الأزمة، لأنه يمكن للأخطار التي يشحب لونك قبلها كما لو كان تهديدها واقعاً ألا تصيبك، فهي بالتأكيد لم تأت بعد. إننا واقعون تحت وطأة عادة المبالغة في الأسى أو تخيله وتوقعه”.
هكذا فهمَ الفلاسفة الأزمات، وهكذا واجهوها. بحكمة العقل الذي شكل لديهم، مناعةً ضدّ المِحن.. مناعة هي الحكمة القائلة وفي كلِّ زمن:
“سُلطانك على عقلك لا على الأحداث الخارجية. أدرك هذا وستجد القوة”..

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات