الملحق الثقافي:
وُلد يوهان فولفغانغ فون غوته في 28 آب عام 1749 بمدينة فرانكفورت بألمانيا، من عائلة ميسورة الحال وفرت له أفضل أنواع التعليم حتى أنهى دراسته للحقوق. شرع في نشر قصائده باكراً، تلك التي كانت تأسيساً للرومانسية كحركة فنية أدبية وصلت ذروتها في الفترة ما بين 1800-1840.
درس اللاتينية، واليونانية، والإيطالية، والفرنسية، والإنجليزية، وتمكن من الاطلاع المباشر على مصادر الفكر الشرقي، ولمس القيم المعرفية والروحية فيه. تأثر بعدد من الشعراء مثل المتنبي، وقام بإدراج بعض من ملامح أشعاره في روايته «فاوست»، كما تأثر بأبي تمام، والمعلقات السبع فقام بترجمة عدد منها إلى اللغة الألمانية عام 1783 بمساعدة معلمه هيردر.
حقق الكثير من الشهرة بعد نشر روايته «آلام فرتر» لدرجة أن دائرة المعارف البريطانية اعتبرتها بمثابة فتح جديد في عالم الأدب الألماني، لكن هذه الرواية لم تصل أبداً إلى مستوى روايات غوته الأخرى مثل: «فاوست» و»ولهلم مايستر» وغيرهما.
وكان انتقال غوته لمقاطعة «فايمار» أحد أكثر الأحداث تأثيراً في حياته، فقد تفرغ هناك للاطلاع والكتابة بسبب الدعم المباشر الذي تلقاه من الدوقة إماليا، والتي كانت من المهتمين بالأدب والموسيقى، ما دفعها لتعيين غوته راعياً ومديراً لمكتبة «أنا أماليا» حتى وفاته.
وبعد دخول الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت واحتلال «فايمار» التقى غوته ونابليون وأبدى الأخير إعجابه الشديد بشخصيته، وقال عنه عقب انصرافه «هذا إنسان».
من مسرحياته: نزوة عاشق، المتواطئون، كلافيجو، إيجمونت، شتيلا، إفيجينا في تاورس، ومن قصائده بروميثيوس، وفاوست، وملحمة شعرية من جزأين، المرثيات الرومانية، وسيرة ذاتية بعنوان من حياتي.. الشعر والحقيقة، وأخيراً كتاب «الرحلة الإيطالية».
من خلال كتابه «الديوان الغربي والشرقي» ندرك أن غوته كان أول شاعر أوروبي يقوم بتأليف ديوان عن الغرب والشرق مجسداً قيم التسامح والتفاهم بين الحضارتين، وطوال مسيرته أظهر احتراماً بالغاً للثقافة العربية ولغتها، إذ قال: «ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية، وإنه تناسق غريب في ظل جسد واحد».
توفي غوته في 22 آذار 1832 بفايمار، وهو في الثانية والثمانين من عمره.
التاريخ: الثلاثاء9-6-2020
رقم العدد :1001