الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:
في الفجر
حيث اليمام يرقد في عشّه
يباغتني صوتك
يرسمُ من نبضاته
سيمفونيّة العشق الأولى
قطراتُ الندى
تراقبني باستحياء
وأنا أربط ضفائرك المجنونة
بين حفيف الشجر
وسحر ِالأهداب
ألمحُ بريقَ عينيك
أحاولُ عبثاً
أن أتشبّث بأصابعي
وذرات التّراب
لكن هيهات.. هيهات
فالسنونو غادرني
لاحقاً بأسرابه البعيدة؟!
هذه السهول
هذه الجبال
بكائيات لصوتنا المبحوح
من يستيقظ باكراً
مع الحواصيد
ويملأ الجرار بالماء؟
من يكتب للعصافير
أناشيدها الأولى
وهي تغادرُ أعشاشها
خوفاً من الصياد؟!
هذه أنت..
مواسم للصبح
شرفاتٌ مؤجّلة
أحلام الرعاة
بفجرٍ جديد
ما تأجّل
تغازلهُ النايات
وتعاتبه بحنوّ
لا يمزقه السكون
ولا تسفحه الجميلات..
هذه أنت..
وشوشات السواقي
حنينُ الأشجار للجذور
للينابيع
لصوت أمّي البعيد
وهي تزنّر بقلبها
خارطة العالم..
مهما تفرقت البراري
واتسع المدى؟
مهما داهمتنا المواكب
وحاصرتنا شرفات النهار
وحدك أنت..
تُشعلين المواويل
حداءً حنيناً
للعابرين..
التاريخ: الثلاثاء9-6-2020
رقم العدد :1001