الملحق الثقافي:
تقول سيمون دو بوفوار في كتابها «قوة الأشياء» إن فرانز فانون كان مرتبطاً بالفيلسوف الوجودي جان بول سارتر ارتباطاً مؤسساً على الشراكة في المواقف ضد الاستعمار الفرنسي.
حاور فانون الفلسفة الغربية بشكل عام وفلسفات كل من هيغل، كارل ماركس، كارل ياسبرز وموريس ميرلو بونتي وغيرهم.
ولِدَ فرانز فانون في 20 تموز 1925 في فور دو فرانس الواقعة في جزر المارتينيك التابعة لفرنسا، لأبوين منحدرين من سلالة العبيد الذين استقدموا قبل ثلاثة قرون من أفريقيا، وكان أبوه مفتشاً في الجمارك، وزاولت أمّه تجارة صغيرة في المدينة.
انضمّ فانون الشاب إلى المقاومة الفرنسية ضد النازيين سنة 1943 باعتباره مواطناً فرنسياً. تعرَّف على المناضل والمفكّر اليساري إيمي سيزار وتتلمَذ على يديه لتُشكِّل أفكاره مفصلاً هاماً في حياته الفكرية. نال الشهادة الثانوية عام 1946، ثم انتقل إلى جامعة ليون في فرنسا لدراسة الطب، وفي الوقت نفسه شرع في دراسة الفلسفة والأدب.
تخصّص في الطب النفسي وعمل في فرنسا ثم أُرسِل سنة 1953 إلى مدينة البليدة في الجزائر، حيث عمل في مستشفى الأمراض العقلية لثلاث سنوات حتى استقالته عام 1956 بعد مرور سنتين على قيام الثورة. عاين حالات الجنون والاضطرابات النفسية للجزائريين المرضى في مستشفى البليدة والتمييز في المعاملة بين ذوي الأصول الأوروبية والمسلمين.
ترسخت قناعاته بأن الاستعمار الفرنسي يمعن في قهر الجزائريين، ما دفعه إلى مساندة الجزائريين وتوفير الدواء لهم. وفيما بعد التحق بالثورة الجزائرية، ومارس الطب في مستشفى في منوبة معالجاً ضحايا التعذيب من الجزائريين والتونسيين، وبدأ الكتابة في جريدة «المقاومة» ثم «المجاهد» لسان حال الثورة الجزائرية، ثم أصبح سفيراً ومبعوثاً للحكومة الجزائرية المؤقتة.
كان كتابه «معذبو الأرض» من أكثر الكتب التي عرت العنف الاستعماري، ودعا فيه مقاومة الاستعمار الذي لا يمكن مواجهته إلا بعنف ثوري. فالعنف الذي يدعو إليه فانون لا يستهدف الاستعمار فقط، بل المنظومة القِيَمية التي يرعاها من خلال الفئات المثقفة المحلية المُستلبة التي تروّج لمشاريعه.
توفي فرانز فانون في السادس من كانون الأول 1961 قبل 8 أشهر من إعلان استقلال الجزائر. ودُفِن في مقبرة الشهداء في ولاية الطارف شرق الجزائر.
التاريخ: الثلاثاء16-6-2020
رقم العدد :1002