يبدو الأمر واضحاً اليوم إن التعامل مع وباء كورورنا يتطلب استراتيجيات ولا يحتمل الحلول والإجراءات المؤقتة ومن هنا تأتي أهمية الاستفادة من الدروس التي مضت وبحاجة إلى المراجعة والتركيز لعبور الامتحان الكبير.
وإذا كانت هناك دروس مستفادة يجب أن نستخلصها من أزمة كورونا فهي أولاً وقبل كلّ شيء دروس يجب أن تنطلق من قاعدة الاعتماد على النفس، لا سيما وإن هذه الأزمة كشفت حقيقة البلدان وقدراتها وترتيب أولوياتها، وأيضاً علاقة التفاعل مع شعوبها ومدى التجاوب مع قياداتها المحلية، والأمثلة كثيرة بدءاً مما كان يعتقد البعض، فهناك دول عظمى وقوية بكل شيء، وتبين ضعفها مروراً بدول كان ترتيبها في آخر السلم فقفز إلى الأعلى في مواجهة هذا الوباء.
وبعيداً عن المقارنات بين قوى كانت تعتبر عظمى وتعمل على تشويه صورة غيرها وبين دول تظهر للمرة الأولى بكل قدراتها وتثبت أنها الأكثر كفاءة في التعامل مع الأزمات الكبيرة، فإن نقطة القوة الكبيرة في منهجية التعامل مع هذه الأزمة تكمن في التفكير في الإجابة على السؤال التالي: وماذا بعد؟ وإلى أين يتجه العالم بعد النجاة من كورونا؟
ولعل أولى الأولويات هنا تكمن في الدروس التي قدمتها الأزمة سواء لجهة تجاوز نقاط الضعف أو مواجهة التضليل الإعلامي الذي كان ثمنه كبيرا في بعض الدول.
ولا يخفى على أحد اليوم بعد كل ما حدث أن الدرس الأول الذي يجب الاهتمام به والتركيز عليه لتجاوز الامتحان بنجاح هو الوقاية بالتوازي مع التجاوب التام مع الإجراءات الحكومية، وقبل ذلك كله أن نبدأ بأنفسنا ومن الأسرة الصغيرة وصولاً إلى الأسرة السورية الكبيرة.
الكنز _ يونس خلف