بين الحق والواجب تقتضي المسؤولية الوطنية والأخلاقية بلوغ ما يترتب علينا اختياره برغبة وتعقل لممثلينا في مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث، في زمن مضطرب وأوضاع اجتماعية واقتصادية معقدة فرضتها ظروف طارئة باتت معروفة الدوافع والأسباب..
في الطريق إلى قبة البرلمان تتهيأ الأسر السورية لخوض معركة الواجب في التاسع عشر من شهر تموز القادم، معركة فيها من التحدي والإصرار، ما يعني الكثير للآخر الذي يحاول سلبنا عبر أدواته الرخيصة والمزيفة شيئاً من عزيمتنا وإرادتنا، حين يشكك بقدراتنا على إنجاز استحقاقاتنا الوطنية اليوم، رغم كسرنا لتوقعاتهم وفوزنا بأكثر من استحقاق كبير على مدى السنوات العشر الماضية من عمر الحرب العدوانية..
صحيح أن المزاج الشعبي، مثقل بهموم الغلاء وارتفاع الأسعار وأن أبناء الوطن مازالوا يخوضون معركة الوجود على صعيد الهوية والكرامة والسيادة، وأن تضحياتهم لا تقدر بثمن. فيما الضغوطات النفسية لم تعد تتحمل نفاق البعض وهم يروجون لحضورهم مرة أخرى على مسرح الحياة بعدما فشلوا بأن يكونوا أمناء لوعودهم التي قطعوها في دورات سابقة على ناخبيهم، إلا أن ثقة المواطن بنفسه وبوطنه تجعله يقظاً وحذراً ودقيقاً في اختيار من يستحق فعلاً لأن يكون ممثلا للشعب، بعيداً عن المجاملات والآمال المنسية بعد انتهاء المواعيد المقطوعة الأجل.
فالشعب السوري ليس سهلاً إقناعه بما لا يرضيه وهو الذي يمتلك ميراثاً قوياً في بصمة الحق، ولديه من فعل التفاضل ما يكفي لمعرفة الغث من الثمين، ولديه من الذائقة الحسية مايختبر جميع الأشياء المادية والمعنوية التي تتراءى أمام ناظريه بأشكال مختلفة.
فهو يعرف جيداً حجم وثقل الميزان الوطني في نفسه وما يترتب عليه فعله في ضوء التجربة البرلمانية القادمة بعيداً عن كل الاحباطات والمآسي التي تتصدر مشهد الحياة اليومية للمواطن السوري ..فهو كما يقول ستبقى عينه وفية لانجاز ذاك الاستحقاق التشريعي الذي يعزز صمود الدولة والشعب في وجه كل المتغيرات السلبية على صعيد المنطقة والعالم.
غصون سليمان – عين المجتمع