منظمات حقوقية تقاضي ترامب بسبب مواقفه العنصرية

ثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:

حركت مجموعة منظمات حقوقية دعوى قضائية جديدة ضد الرئيس دونالد ترامب بسبب استعماله العنف المفرط الشهر الماضي ضد المتظاهرين السلميين المحتجين على مقتل جورج فلويد الرجل الأمريكي المنحدر من أصول أفريقية، وهي صفعة قوية له ربما تمنعه من الترشح للانتخابات الأمريكية المقبلة وتمنع وصوله مجددا إلى البيت الأبيض.
ونفى ترامب صحة التقارير الحقوقية التي تحدثت عن استعماله العنف والاعتقال ضد السود في الولايات المتحدة .
كما نفى نقله إلى مخبأ طوارئ في البيت الأبيض خوفا من المحتجين، وقال إنه نزل إلى المخبأ خلال النهار “لفترة قصيرة لتفقده” عندما كانت هناك احتجاجات بالقرب من البيت الأبيض وفي مدن أمريكية الشهر الماضي، فعلى مدى أيام عديدة وليست ببعيدة انتفض الشعب الأمريكي وتظاهر آلاف الأمريكيين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في وجه الرئيس الأميركي وإدارته على مقتل فلويد على يد الشرطة في مينيسوتا علما أن فلويد ليس هو الأخير من ضحايا التمييز العنصري في أمريكا.
جورج فلويد أشعل مقتله الولايات المتحدة الشهر المنصرم من خلال الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت أرجاء الولايات المتحدة بسبب وحشية الشرطة الأمريكية خاصة بعد نشر فيديو لموته على يد شرطي أبيض وضع ركبته على رقبته حتى فارق الحياة، في وجود ثلاثة شرطيين آخرين، وقد تعرض الرئيس الأمريكي لموجة من الانتقادات لتعامله العنصري مع الاضطرابات، وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت حينها انتفاضة الشارع الأمريكي ضد ترامب وسياسته،ونقلت عن مصدر موثوق وقتها قوله: إنه تم نقل ترامب إلى مخبأ مع حراسه الشخصيين .
وقال ترامب إن التقرير “كاذب”، مضيفا: “كنت هناك لفترة قصيرة وقصيرة للغاية، وكان الأمر لفحص المخبأ وقال معلقا على هذا البند في التقرير الحقوقي: أنه ربما كان سيحتاجه في وقت ما”مما يدل أنه تعمد فعلا استعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين وهو ما حصل فعلا، ونفى ترامب إصدار أوامر للشرطة بتفريق المحتجين أثناء زيارته لكنيسة قرب البيت الأبيض وقال “لم أقل أخرجوهم من هنا، لم أكن أعرف من كان هناك”، مضيفا أن “معظم الزعماء الدينيين أحبوا” زيارته للكنيسة، بينما اتهم رئيس أساقفة الكنيسة مايكل كاري ترامب باستخدام الكنيسة “لأغراض سياسية حزبية”.
ودافع ترامب عن سجله في العلاقات بين الأعراق، قائلا إن رئاسته قدمت للأمريكيين السود أكثر مما فعله غريمه السياسي جو بايدن “خلال 43 عامًا”، والذي يسعى لخوض السباق الرئاسي المقبل مرشحا عن الحزب الديمقراطي، فتصرفات ترامب ومحاولته الدفاع عن نفسه هو من أجل “خدمة اتجاهات قاعدته (الانتخابية)”.
ورحب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بـ”تغيير العقلية” لدى الأمريكيين الذين تظاهروا ضد العنصرية والعنف الذي مارسته الشرطة ضد فلويد، معتبرا أنه قد يؤدي إلى إصلاحات على المستوى الوطني، ودعا أوباما سلطات الولايات والسلطات المحلية إلى مراجعة سياساتها بشأن استخدام القوة والعنف والتمييز العنصري.
والمثير للاهتمام وللأسف هو الإدراك المتزايد وسط مراقبي أحوال الأمريكيين الأفارقة في الولايات المتحدة، بأن العنف بات الطريق الوحيد للالتفاف على حقوق السود في الولايات المتحدة، وأعاد مشهد قتل فلويد وصراخه «لا أستطيع التنفس» ما حدث من قبل للرجل الأسود إريك جارنر فى نيويورك في 2014، عندما خنقه رجل شرطة بيديه، وفى الحالتين ادعى رجال الشرطة أنهم كانوا يسعون لشل حركة مشتبه به من أجل اعتقاله، وفى الحالتين كان المشتبه به غير مسلح، وكانت الشبهات تتعلق بجنح سخيفة من قبيل بيع سجائر بلا ترخيص، وكان هناك عدد كبير من رجال الشرطة متحلقين حول القاتل وهو يزهق أنفاس الضحية، بل وحاول بعضهم إبعاد المارة الذين يسعون إلى تسجيل ما يحدث.
وبسبب هذه الهواتف والانتشار السريع لمشهد قتل فلويد في وسط مدينة مينيابوليس، اضطرت السلطات الأمريكية لفصل رجال الشرطة الأربعة في اليوم التالي، ولكن الغضب المتفاقم تحول إلى احتجاجات واسعة وعنيفة بعدما تأخر مكتب النائب العام في الولاية يومين في توجيه اتهامات لرجل الشرطة ديريك شوفان وزملائه الثلاثة، بل وأعلن متحدث باسم المحامي العام في المدينة الواقعة في ولاية مينيسوتا بعد بداية الاحتجاجات بيومين كاملين، أنهم ما زالوا يفكرون في الأمر، وأخيرا بعد خمسة أيام من الجريمة وجهت تهمة القتل الخطأ لشوفان وقبض عليه بينما ما زالت النيابة تدرس الشبهات المحيطة بزملائه الثلاثة، وبدلا من أن يشكل ترامب لجنة قومية للبحث في أسباب مقتل وسجن أعداد هائلة من السود، فقد هدد بإرسال الحرس الوطني المسلح والرد بالرصاص على الاحتجاجات.
ما حدث لفلويد وفق تقارير المنظمات الحقوقية أظهر للعالم حالة الغضب التي انتابت الناس في مينيابوليس ومدن أمريكية أخرى وأظهرت من جديد عمق العداء المتفشي للسود في الولايات المتحدة، هذا التفشي المهيمن الذي أنتج وينتج الكثير من جرائم
القتل والفظائع ضد السود، وهذه الخصومة العميقة تنبع من قلب المجتمع الأمريكي بل كانت عاملا مؤسسا للولايات المتحدة حيث السود لم يصبحوا أبدا من البشر بنظر الساسة الأمريكيين، ولا يمكن فهم مأساتهم في الولايات المتحدة من دون البحث في الهياكل والممارسات القائمة التي تقصيهم من الفرص التعليمية والرعاية الصحية والإسكانية.
وهناك إحصاءات ودراسات كثيرة حول استهداف ممنهج من قبل الشرطة والنظام القضائي الأمريكي للسود، وإلى تمييز عميق في المعاملة في السياسات الصحية والسكانية والتعليمية، واحتمال مقتل الرجل الأسود برصاص الشرطة أعلى بكثير من نظيره الأبيض، ووفق الإحصاءات المتاحة لمنظمات حقوق الإنسان فإن الشرطة الأميركية تقتل نحو 1100 شخص سنويا في الشوارع، ويمثل السود نحو 26 في المائة من هؤلاء القتلى، على رغم أن نسبة السود في الولايات المتحدة لا تتعدى 13 في المائة، ولقي معظم قتلى الشرطة الأمريكية مصرعهم بطلقات رصاص، ولكن من قتلوا منهم بسبب شل الحركة والخنق تزيد فيهم نسبة السود عن 50 في المائة.
المصدر: “نيويورك تايمز”

آخر الأخبار
العمل مستمر لإصلاح الأعطال الكهربائية في مصياف البسطات في منطقة الريجي باللاذقية تعوق حركة المرور تأهيل وتجميل جسر الحرية بدمشق مستمر حلب.. حملة لإزالة آثار النظام البائد من شعارات ورسومات "أكساد" شريك رئيس في معرض سوريا الدولي الثالث "آغرو سيريا" "كهرباء اللاذقية".. تركيب محولة في الحفة وإصلاح الأعطال في المدينة خدمات صحية متكاملة في صافيتا جهود مستمرة لتأمين الكهرباء في جبلة مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق