تزدحم وتتسابق اليوم الشعارات والدعاية الانتخابية في كل مكان لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، ويطرح الزملاء في وسائل الإعلام السؤال التقليدي على المواطنين: من هو مرشحك لمجلس الشعب، وماذا تريد منه ؟.
ليأتي الجواب من الجميع أنهم يريدون الصوت القوي الأمين حتى يستطيع الدفاع عن مصالح المواطنين ودعم عجلة التنمية ومكافحة الفساد .
( صوتك أمانة) عبارة تجدها اليوم في كل المواقع وهي العبارة التي يتغنى بها المرشحون كإحدى الشعارات الرنانة لجذب الناخبين. ولكن ما مدى وعي الناخبين بهذه العبارة، وكيف يمكن لهم التأكد من مصداقية المرشح ؟ ولعل الأهم والأبعد من ذلك ما هي معايير الأمانة الحقيقية وضوابط الالتزام بها.
مناسبة الانتخابات تطرح من جديد قضية اختيار المرشح الذي يجب أن تكون دقيقة ومستحقة للشخص المناسب الذي يستطيع دفع عجلة الإصلاح والتنمية إلى الأمام …
ثقافة الانتخاب والخيارات الصحيحة لا تتأثر بالبرامج الانتخابية التنظيرية والعبارات الرنانة، لأن الناخب الذي يمتلك مقومات الاختيار الصحيح قادر على اختيار الأكثر كفاءة وقدرة على العمل، ولن يختار المتسلقين وأصحاب المصالح الشخصية ويطالبهم بالإصلاح، لأن الإصلاح لا يأتي إلا من أصحاب الكفاءة والنزاهة، لكن يبقى الهدف الأسمى هو نجاح الانتخابات وتأمين متطلباتها لتمكين المواطنين من المشاركة في عملية صنع القرار.
والحق في التنافس من خلال الاستناد إلى مبدأ الشعب مصدر السلطة، ويبقى أن يدرك المواطن السوري اليوم أن الاستحقاقات الديمقراطية هي معركة أيضاً في مواجهة التحديات، والبرهان هو أن يتحمل الجميع مسؤولية نجاح هذا الاستحقاق أيضاً إلى انتصارات الجيش والوطن والشعب في كل المعارك والحروب السياسية والاقتصادية والإعلامية والديمقراطية.
الكنز – يونس خلف