أخذت العلاقة بين التاجر والمواطن نمط السباق غير المتكافئ لفارق الإمكانات، فالمواطن عجز هذا العام عن تخزين مونة الشتاء من الفول والبازلاء والعدس والبرغل وغير ذلك من مونة الشتاء بسبب ارتفاع الأسعار، وبالمقابل تحرك التجار الى الحقول لاستجرار كل ما تنتجه الحقول بقصد التخزين والاحتكار وربما التهريب الى دول الجوار طمعا بفارق الأسعار.
السكر والرز مواد مستوردة ولكن رغم ذلك حددت وزارة التجارة أسعار هاتين السلعتين، فما الذي يمنع من تحديد أسعار منتجاتنا المحلية الرئيسية التي تشكل أساس المائدة السورية وحصرها في قائمة وتسعيرها، وبالتالي لا يقلق ولا يتخوف المستهلك من عدم تخزين مونة الشتاء، كما أنه بإمكان السورية للتجارة تسويق معظم الكميات من المحاصيل الأساسية وعدم تركها للتجار وبيعها على البطاقة الذكية، لاسيما وان هناك إنتاجا كبيرا يكفي وهذا هو المطلوب من المؤسسة اليوم ، فليس مطلوبا اليوم من المؤسسة تسويق الخيار والبندورة والبطيخ وغير ذلك من الخضار، هذا يُترك للتجار وتتفرغ المؤسسة للمنتجات الأساسية وبذلك تحمي المزارع والمستهلك من جشع التجار وتلعب الدور المطلوب منها وتكون فاعلة ومؤثرة قادرة على التدخل وفرض الأسعار في الوقت المناسب.
السورية للتجارة مُنشغلة بمواد ليس مطلوبا منها أن تتدخل فيها ، المطلوب من المؤسسة وعبر الحكومة إعداد قائمة المواد الأساسية وتأمينها وتوزيعها عبر البطاقة الذكية وبشكل لائق وعندما تمتلك هذا الأمر يُمكن أن توسع القائمة وتقوم بأعمال أخرى مدعومة بثقة المستهلك والفلاح.
المحاصيل مازال قسم كبير منها في الحقول وعند المزارعين ويجب التحرك سريعا قبل فوات الأوان والوصول الى لحظة لا تنفع فيها الاجتماعات وحركة السيارات الجوالة لأن سيارات التجار ستكون عادت من خارج الحدود بعد أن أفرغت حمولتها في دول الجوار.
على الملأ – بقلم رئيس التحرير معد عيسى