الثورة – عبد الغني العريان:
أطلقت مبادرة “منورة يا حلب” أولى مشاريعها من قلعة حلب التاريخية، تحت عنوان “شهباء من جديد” بحضور محافظ حلب المهندس عزام الغريب، وعدد من الشخصيات الرسمية والمجتمعية.
يهدف المشروع إلى إعادة إحياء قلعة حلب، إحدى أبرز المعالم التاريخية في المدينة، عبر تنفيذ سلسلة أعمال تشمل الترميم والتأهيل والتنظيم، بما يعزز من قيمتها كموقع سياحي وتراثي مهم.
تتضمن أعمال المشروع تجميل واجهة القلعة وترميم السور الخارجي، إلى جانب إصلاح البنية التحتية للكهرباء والمياه وإعادة تفعيل المسار السياحي لها من خلال تأهيل معالمها الداخلية، بما في ذلك الأبراج والمسرح وقاعة العرش، ولم تقتصر الأعمال على الجوانب المعمارية، بل امتدت لتشمل صيانة المسجد الواقع ضمن القلعة، بالإضافة إلى أبراج تشكّل جزءاً من بنيانها الدفاعي والتاريخي.
يُنتظر أن تُحدث هذه الأعمال نقلة نوعية في تجربة الزوّار والسياح، من خلال تحسين المرافق والخدمات وتوفير بيئة أكثر ملاءمة لاستقبال الزوار.
يولي المشروع أهمية خاصة لتنظيم الأكشاك المنتشرة في محيط القلعة، بعد تخصيص أماكن بيع بشكل منظم يتماشى مع الطابع الجمالي والحضاري للموقع وتأمين مناهل شرب لخدمة الزوار، إضافة إلى اعتماد منظومة متكاملة للتعامل مع النفايات، بهدف رفع مستوى النظافة وتعزيز الاستدامة البيئية في المنطقة.
وخلال جولة ميدانية على المشروع، شدّد الغريب على أهمية تضافر الجهود وأن سرعة الإنجاز تتطلب تعاوناً مشتركاً بين مختلف الجهات المعنية والأهالي، من أجل الحفاظ على الطابع الحضاري والثقافي للقلعة، وتقديم صورة مشرّفة تعكس تاريخها العريق.
وأشار المحافظ إلى أن المشروع يشكل نموذجاً للعمل الجماعي الموجّه نحو إحياء التراث، ويعكس حرص المجتمع المحلي على استعادة ألق المدينة القديمة، وخاصة في ظل الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية.